سبق السفير الإسرائيلي في ألمانيا ياكوف هاداس- هاندلسمان مسعى وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل لفتح باب الحوار الفلسطيني- الإسرائيلي المقفل منذ عام 2014، فأعلن من برلين رفض إسرائيل «فكرة وساطة يقودها غابرييل بين الطرفين». وقال لوكالة «دي بي إيه» الألمانية أمس إن حكومته «تعارض دور الوساطة الألمانية في النزاع القائم في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين». وأضاف هاداس- هاندلسمان قبيل وصول غابرييل لإسرائيل من الأردن، وقبل اجتماعه اليوم مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو: «لسنا في حاجة إلى وسطاء، نعرف بعضنا جيداً». وإذ حمّل سفير إسرائيل الفلسطينيين «مسؤولية وصول النزاع حالياً إلى طريق مسدود على هذا النحو»، أضاف: «إذا أراد المجتمع الدولي المساعدة، يتعين عليه تحفيز الفلسطينيين على العودة غير المشروطة إلى طاولة المفاوضات». وكان الرئيس محمود عباس أعرب خلال زيارته لبرلين الشهر الماضي عن أمله «في أن تتمكن ألمانيا من القيام بدور الوسيط في عملية السلام»، علما أن برلين متمسكة بشدة بحل الدولتين على عكس الرئيس دونالد ترامب الذي طرح فكرة «الدولة الواحدة» التي يرى فيها الأوروبيون «قنبلة زمنية موقوتة في الشرق الأوسط» لا بد من تفادي انفجارها. ومثلها ممثل بروكسيل، تعتبر الحكومة الألمانية إقامة دولة فلسطينية إلى جوار إسرائيل «الحل الوحيد للصراع». ولم تكتف برلين بالإعراب عن استيائها من تعزيز برامج الاستيطان في شباط (فبراير) الماضي إثر صدور قانون إسرائيلي يضفي الشرعية على بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، بل أبلغت المستشارة أنغيلا ميركل نظيرها نتانياهو تأجيل الاجتماع الحكومي السنوي بين البلدين المقرر في أيار (مايو) الماضي لمدة سنة كاملة بعد رفض الأخير سماع أي كلام انتقادي لسياساته الاستيطانية. وتذرعت ميركل في حينه بمشاغل الانتخابات النيابية التي ستجري في ألمانيا في أيلول (سبتمبر) المقبل لطلب تأجيل الاجتماع الحكومي السنوي. أما السفير الإسرائيلي في برلين، فرفض الإقرار بأن سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية التي انتقدتها برلين «تمثل عبئاً على العلاقات الألمانية- الإسرائيلية»، وقال إن النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي «لا يعد نقطة الثقل في العلاقات الثنائية».