انسحبت فصائل المعارضة السورية أمس من بلدات عدة في ريف حماة الشمالي، متيحة المجال أمام القوات النظامية للسيطرة عليها. ويمثّل هذا التراجع نكسة للفصائل التي تتعرض منذ أسابيع لقصف جوي عنيف يُعتقد أن الطيران الروسي وراءه بهدف تمهيد الطريق أمام القوات الحكومية السورية وميليشيات عدة حليفة للتقدم واسترجاع زمام المبادرة في هذه المنطقة الإستراتيجية على الحدود بين محافظتي حماة وإدلب. وبالتزامن مع ذلك، دارت معارك عنيفة بين «قوات سورية الديموقراطية» وتنظيم «داعش» إثر هجوم مضاد ينفذه الطرف الأخير منذ الفجر بعد إبعاد تحالف «سورية الديموقراطية» المدعوم من الأميركيين عن مدينة الطبقة غرب الرقة. ونقلت وكالة «سانا» السورية الرسمية عن «مصدر عسكري» تأكيده أن القوات النظامية «بالتعاون مع القوات الرديفة» سيطرت على بلدات وقرى حلفايا وزلين والويبدة وبطيش وزور الناصرية وزور أبو زيد وتل الناصرية وتل المنطار في ريف حماة الشمالي. وأضافت أن هذا التقدم جاء بعد يوم من سيطرة الجيش النظامي «على احدى النقاط الإستراتيجية شمال صوران قرب مفرق بلدة لحايا، إضافة إلى مزارع بلدة الناصرية الواقعة بين بلدتي حلفايا وطيبة الإمام». وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا) هذا التقدم، وأورد «أن الفصائل المقاتلة والإسلامية ... انسحبت من قرى منطقة الزوار ومن مزيد من المناطق التي كانت تسيطر عليها وتراجعت إلى مناطق زلين والمصاصنة والبويضة ومحيط لحايا القريبة من بلدات حلفايا وطيبة الإمام وصوران التي باتت كلها تحت سيطرة قوات النظام بعد أيام من المعارك العنيفة المترافقة مع قصف بمئات الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية والمروحية ومئات الصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض - أرض والقذائف المدفعية»، موضحاً أن القوات النظامية تقوم «بعملية تمشيط للمناطق التي انسحبت منها الفصائل متقدمة داخلها لاستكمال تثبيت تمركزاتها ومواقعها فيها». كذلك تحدث عن سيطرة القوات النظامية بدعم من «مسلحين موالين من جنسيات سورية وغير سورية ... على كامل بلدة حلفايا ... وتلة الناصرية ومزارع سنسحر والويبدة وقرية بطيش وحاجز الترابيع» بريف حماة الشمالي. ولفت «المرصد» إلى أن انسحاب الفصائل من المواقع التي كانت تقدمت إليها في «غزوة مروان حديد» في صيف العام الماضي ترافق مع «قصف متقطع» من القوات النظامية استهدف الريف الشمالي الحموي بالإضافة إلى قصف بالبراميل المتفجرة من المروحيات على بلدة اللطامنة. وفي محافظة إدلب المجاورة، ذكر «المرصد» ان «انفجاراً عنيفاً» هز مدينة معرة النعمان بالريف الجنوبي، مشيراً إلى أنه نجم عن انفجار سيارة قرب القصر العدلي في المدينة وهو مقر سابق ل «جبهة فتح الشام»، ما أسفر عن سقوط جرحى بينهم أطفال. وأضاف أن الطيران الحربي أغار على مناطق في الريف الجنوبي لإدلب بينها إبلين وبسامس. وجاءت هذه الغارات بعد ضربات جوية فجراً استهدفت أطراف مدينة جسر الشغور حيث قُتل سبعة أشخاص بينهم طفلان وسيدتان. وأضاف «المرصد» أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع نتيجة وجود جرحى ومفقودين. وفي محافظة القنيطرة (جنوب)، ذكر «المرصد» أن القوات الإسرائيلية استهدفت صباحاً معسكراً لقوات الدفاع الوطني التابعة للحكومة السورية في منطقة نبع الفوار في ريف القنيطرة، مضيفاً أن الاستهداف الذي لم يتضح هل نجم عن قصف صاروخي أو من طائرة، تسبب في مقتل ثلاثة عناصر على الأقل من الدفاع الوطني. وفي محافظة درعا (جنوب)، أشار «المرصد» إلى أن القوات النظامية قصفت ليل السبت - الأحد بلدة النعيمة بريف درعا، فيما سقط صاروخ يعتقد أنه من نوع أرض - أرض على درعا البلد بمدينة درعا. وأضاف أن 4 عناصر من الفصائل بينهم قيادي قُتلوا نتيجة استهدافهم بصاروخ موجّه من القوات النظامية في ريف درعا الشمالي الغربي. وفي محافظة دمشق، تحدث «المرصد» عن تجدد الاشتباكات العنيفة في محاور بساتين برزة والقابون وشارع الحافظ بأطراف العاصمة الشرقية، بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة و «هيئة تحرير الشام» من طرف، والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، تترافق مع قصف بصواريخ أرض - أرض. وأوردت مواقع موالية للحكومة السورية معلومات عن سيطرتها على مواقع مهمة في القابون. وفي محافظة الرقة (شمال شرقي سورية)، قال «المرصد» إن اشتباكات عنيفة تدور على محاور في محيط مطار الطبقة العسكري وقرية عايد الكبير جنوب مدينة الطبقة (غرب الرقة)، بين «قوات سورية الديموقراطية» من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، إثر هجوم موسع ينفذه الطرف الأخير منذ الفجر بعد إبعاد تحالف «سورية الديموقراطية» المدعوم من الأميركيين عن مدينة الطبقة. وفي محافظة حلب (شمال)، أغارت طائرات حربية صباحاً على بلدة عندان بريف حلب الشمالي وبلدة ياقد العدس بالريف الشمالي الغربي، فيما دارت اشتباكات على محوري كفركلبين ومرعناز بريف حلب الشمالي، بين «قوات سورية الديموقراطية» من جانب، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جانب آخر، «ترافقت مع استهدافات متبادلة بين الطرفين»، وفق ما أورد «المرصد».