بدأت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة بقوات خاصة أميركية عملية اقتحام مدينة الطبقة أمس، بعد أسابيع من الإنزال الذي نُفّذ في مطارها العسكري القريب، ما يعني الاقتراب خطوة أخرى من إكمال عزل مدينة الرقة، معقل «داعش» وعاصمته المفترضة في شمال سورية. وتبعد الطبقة قرابة 40 كلم غرب الرقة. وأعلن المكتب الإعلامي ل «قوات سورية الديموقراطية» أن مسلحي هذا التحالف العربي- الكردي سيطروا مساء أول من أمس على قرية مشيرفة الشمالية، شمال مدينة الرقة، وقتلوا 27 من «داعش». وتابع أنهم بدأوا «اقتحام مدينة الطبقة والدخول إلى الأحياء الشرقية والغربية» منها في إطار المرحلة الرابعة من «عملية تحرير الرقة». وأشار إلى أنهم قتلوا في معارك الطبقة 16 من «داعش»، وسيطروا على حي عايد الصغير غرب المدينة وحي الاسكندرية شرقها. ولفت إلى أن هذا التقدم ل «قوات سورية الديموقراطية» يتم ب «مساندة طيران التحالف الدولي». واعتبرت «شبكة شام» الإخبارية المعارضة أن مدينة الطبقة «أصبحت قاب قوسين أو أدنى من السقوط». وكانت قيادة «غرفة عمليات غضب الفرات» أعلنت في 13 نيسان (أبريل) الجاري «بدء المرحلة الرابعة لتطهير ما تبقى من الريف الشمالي ووادي جلاب من إرهابيي داعش، وإزالة آخر العقبات أمامنا للتمهيد لعملية تحرير مدينة الرقة وإتمام الطوق والحصار... على الإرهابيين» فيها، بحسب ما جاء في البيان الذي أكد أن «هذه العملية تتم بمشاركة مختلف الفصائل والقوات المنضوية تحت لواء قوات سورية الديموقراطية، وبدعم مباشر من قوات التحالف الدولي... ويتم التقدم على محورين: محور شرقي ومحور غربي، ونستهدف من خلال ذلك تحرير عشرات القرى الواقعة في وادي جلاب والريف الشمالي لمدينة الرقة». ودعا البيان سكان المنطقة «إلى التعاون مع قوات سورية الديموقراطية والتحرك بما يضمن سلامتهم والابتعاد عن مراكز العدو والحذر من مخططاته التي تستهدف استخدامهم دروعاً بشرية». وأشاد البيان ب «كل المشاركين في حملة غضب الفرات في الرقة والطبقة ودير الزور»، في إشارة إلى المكوّن العربي في «قوات سورية الديموقراطية» والذي خسر 18 من عناصره قبل أيام بغارة خاطئة شنها التحالف الذي يقوده الأميركيون. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الخميس، إن الضربة الجوية نُفّذت الثلثاء بعدما أبلغها شريك آخر في المعركة ضد «داعش» عن طريق الخطأ أن عناصر «داعش» يشغلون الموقع المستهدف. وقالت الوزارة في بيان: «كان الموقع المستهدف في الحقيقة موقعاً قتالياً متقدماً لقوات سورية الديموقراطية». وقالت «قوات سورية الديموقراطية» في بيان نقلته «رويترز»، إن قيادتها تعمل مع التحالف للتحقيق في الحادث ومنع تكراره. وأضافت: «خلال سير المعارك ضمن حملة غضب الفرات... وفي منطقة العمليات العسكرية في محيط مدينة الطبقة ونتيجة الخطأ وقع حادث أليم... وخسرنا نتيجة ذلك الحادث كوكبة من الشهداء والجرحى». وفي محافظة الرقة أيضاً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه عُثر على جثمان رجل وابنه في قرية الصفصافة بريف الطبقة، ونقل عن مصادر إنهما قتلا بطلقات نارية. وفي محافظة حمص (وسط)، أورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن طائرات حربية شنّت غارات عدة على مناطق في محيط جبل الأبتر والصوانة جنوب مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، وسط استمرار الاشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين الموالين من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى في محور سبخة الموح بريف حمص الشرقي. وفي هذا الإطار، أعلنت وكالة «أعماق» التابعة ل «داعش» أن عناصر التنظيم تصدوا لمحاولة القوات الحكومية السورية التقدم في سبخة الموح وقتلوا عدداً من عناصرها. أما في ريف حمص الشمالي، فقد سجّل «المرصد» مقتل رجل وجرح مسلحين من فصائل المعارضة بغارات شنتها طائرات حربية وبقصف من القوات النظامية على منطقة الحولة. أما في محافظة حماة المجاورة، فقد أشار «المرصد» إلى أن الطائرات الحربية والمروحية جددت قصفها على مناطق في بلدتي مورك وصوران وقرية لحايا وتل بزام بريف حماة الشمالي. وفي محافظة حلب (شمال)، قال «المرصد» إن مواطنة قُتلت جراء قصف من القوات النظامية على بلدة عندان بريف حلب الشمالي، فيما تعرضت مناطق في بلدتي بابيص وقبتان الجبل بريف حلب الغربي لقصف مماثل، لكن لم ترد معلومات عن خسائر بشرية. وفي محافظة درعا (جنوب)، ذكر «المرصد» أن الطائرات الحربية شنّت ما لا يقل عن 18 غارة على أحياء درعا البلد بمدينة درعا، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محور حي المنشية الذي باتت الفصائل تسيطر على نحو 80 في المئة منه. ولفت «المرصد» إلى أن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في جمرك نصيب بريف درعا قرب الحدود السورية- الأردنية، ما أدى إلى أضرار مادية، فيما انفجرت عبوة ناسفة بدراجة نارية كانت تقل مقاتلين إثنين من الفصائل الإسلامية ما أدى إلى مقتلهما. ورأت شبكة «الدرر الشامية» أن أهمية سيطرة الفصائل على حي المنشية تتمثّل في قطع الطريق على مساعي الحكومة السورية للعودة مجدداً إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وتفعيل عمله اقتصادياً وسياسياً. وفي محافظة دمشق، نفّذت الطائرات الحربية 3 غارات على حي القابون على أطراف العاصمة، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية، بحسب «المرصد». وفي محافظة دير الزور (شرق)، ذكر «المرصد» أن قذائف عدة أطلقها تنظيم «داعش» على مناطق سيطرة القوات النظامية في حيي القصور والجورة بمدينة دير الزور، أدت إلى إصابة أكثر من 25 شخصاً بينهم أطفال ومواطنات بجروح متفاوتة الخطورة.