شهدت مناطق ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي تصعيداً لافتاً في حدة الغارات الجوية أمس، وسط معلومات عن هجوم تشنه القوات النظامية على بلدة صوران، فيما أعلن فصيل معارض أنه «أخرج مطار حماة العسكري من الخدمة» بعد قصفه بالصواريخ. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أنه ارتفع إلى 25 عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية منذ الصباح على بلدة صوران بريف حماة الشمالي، بالتزامن مع إلقاء الطيران المروحي ما لا يقل عن 10 براميل متفجرة على البلدة، وسط استمرار القصف المدفعي والصاروخي من القوات النظامية عليها، مشيراً إلى «اشتباكات عنيفة» تدور بين قوات الحكومة والمسلحين الموالين من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جانب آخر، في محيط البلدة «في محاولة من قوات النظام لتحقيق تقدم واستعادة بلدة صوران التي سيطرت عليها الفصائل قبل أسابيع». وأكدت مصادر إعلامية موالية لحكومة دمشق أن قواتها تشن بالفعل هجوماً كبيراً على صوران، لكن مجريات المعركة لم تتضح حتى ساعات بعد الظهر. وجاءت معارك صوران، فيما أورد «المرصد» أن طائرات حربية أغارت على بلدة طيبة الإمام ومحيط قرية المصاصنة وبلدة حلفايا بريف حماة الشمالي، فيما قصفت القوات النظامية محيط قريتي بطيش وسنسحر بالريف الشمالي للمحافظة. في المقابل، سقطت صواريخ عدة أطلقتها الفصائل الإسلامية على بلدة سلحب بريف حماة الغربي والخاضعة لسيطرة القوات النظامية. وفي الإطار ذاته، نقلت «شبكة شام» الإخبارية المعارضة عن «جيش النصر»، أحد فصائل «الجيش الحر» في ريف حماة، إنه تمكن في إخراج مطار حماة العسكري من الخدمة بعد استهدافه بوابل من صواريخ «غراد». ونشر «جيش النصر» على مواقعه الرسمية بياناً أكد فيه أنه استهدف مطار حماة العسكري ب40 صاروخ «غراد»، ما أدى إلى نشوب حرائق كبيرة داخله وإصابة برج الإشارة والتوجيه وخروج المطار بالتالي عن الخدمة. ونقلت الشبكة عن ناشطين انهم شاهدوا أعمدة الدخان تتصاعد من داخل المطار الذي توقفت فيه حركة الطائرات القادمة والمغادرة، لكنهم قالوا إنهم يعتقدون أن المطار خرج عن الخدمة «في شكل موقت» فقط. ولفتت «شبكة شام» إلى أن مطار حماة العسكري يُعد من أكثر المطارات التي تنطلق منها الطائرات المشاركة في قصف مناطق المعارضة، معتبرة أنه «يخضع لسيطرة مزدوجة من إيران وروسيا». وأوضح «المرصد»، أن ريفي حماة وإدلب يشهدان منذ السبت الماضي ضربات جوية مكثفة استهدفت العديد من القرى والبلدات، مسجلاً أن الطائرات الحربية الروسية وتلك التابعة للقوات النظامية السورية شنّت أكثر من 250 غارة «استهدفت بالقنابل والصواريخ وبمقذوفات تساقطت على شكل كتل ملتهبة على الأهداف التي تم قصفها». وقال إن الغارات استهدفت مدن وبلدات وقرى اللطامنة وصوران وحلفايا وخان شيخون والهبيط وترملا وجبل الزاوية والزلاقيات ولحايا ومنطقة الأزوار ومناطق أخرى في ريف حماة. وذكر «المرصد» أيضاً أن الطائرات الحربية نفذت صباح أمس ما لا يقل عن 18 غارة استهدفت مدينة خان شيخون بالريف الجنوبي لإدلب «حيث استهدفت الطائرات التي يرجح أنها روسية المدينة بالرشاشات الثقيلة وبالصواريخ وبمواد تتساقط على شكل كتل لهب فوق الأهداف التي يتم قصفها من الطائرات، الأمر الذي تسبب في اندلاع نيران في مناطق القصف وأضرار مادية»، مشيراً إلى أن القصف طال تحديداً مركز الدفاع المدني والمركز الطبي في المدينة. وكانت خان شيخون مسرحاً لقصف بغاز السارين هذا الشهر، ما استدعى رداً أميركياً تمثّل بقصف مطار الشعيرات العسكري في ريف حمص. وفي محافظة دير الزور (شرق)، تحدث «المرصد» عن مقتل 8 أشخاص بينهم أطفال جراء قصف طائرات يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي لقرية السكرية قرب مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي ليلة أول من أمس، ليرتفع بذلك إلى 15 عدد الأشخاص الذين قُتلوا يوم السبت في محافظة دير الزور هم 7 مواطنين بينهم 4 أطفال ومواطنة قُتلوا بقصف لتنظيم «داعش» على حي هرابش بمدينة دير الزور و8 مواطنين قُتلوا في الغارات على السكرية قرب البوكمال. وأعلنت وسائل إعلام حكومية سورية بعد ظهر أمس إصابة اثنين من أفراد طاقم إعلامي روسي بقصف شنّه «داعش» على مناطق سيطرة الحكومة داخل مدينة دير الزور التي كان يزورها الوفد الإعلامي الروسي. وفي محافظة حلب (شمال)، أشار «المرصد» إلى ان القوات النظامية قصفت بلدة عندان بريف حلب الشمالي، فيما نفذت الطائرات الحربية غارات بالتزامن مع قصف صاروخي ومدفعي على قرية ياقد العدس وأطراف قرية كفربسين بريف حلب الشمالي ومناطق أخرى في بلدات عنجارة ودارة عزة والقاسمية بريف حلب الغربي. وفي محافظة ريف دمشق، أفاد «المرصد» بأن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية والمسلحين الموالين من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في الأحياء الغربية لمدينة حرستا في الغوطة الشرقية و «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين». أما في محافظة حمص، فقد أورد «المرصد» معلومات عن تجدد الاشتباكات بوتيرة عنيفة بين القوات النظامية وتنظيم «داعش» على محاور في محيط حقل شاعر وجبل الأبتر جنوب مدينة تدمر، وعدة محاور أخرى في ريف حمص الشرقي. وفي محافظة درعا (جنوب)، أغارت الطائرات الحربية على مناطق في درعا البلد بمدينة درعا. وأوضح «المرصد» أن هذه الغارات تأتي في إطار تصعيد القوات النظامية وطائراتها الحربية والمروحية قصفها على مدينة درعا البلد التي تعرضت لنحو 40 غارة وبرميلاً متفجراً منذ السبت.