تسعى القاهرة إلى استغلال زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس الثاني المقررة الجمعة المقبلة، في توجيه رسالة بأن ترسيخ «التعايش والسلام» بات ضرورة، في وقت استنفرت الأوساط المصرية، خصوصاً الأمنية، لوضع اللمسات الأخيرة على الزيارة التي تستمر يومين. وأعلن الأزهر الشريف أن بابا الفاتيكان سيحضر الجلسة الختامية لمؤتمر «الأزهر العالمي للسلام» ويلقي كلمة، فيما اعتبر رئيس الحكومة شريف اسماعيل أن زيارة البابا للقاهرة «رسالة قوية بأن مصر مستقرة وآمنة، ومؤشر إلى أهمية دورها في استقرار المنطقة». ومن المقرر أن يستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي البابا فرانسيس لدى وصوله إلى القاهرة، قبل أن يجول الضيف بين زيارة الأزهر الشريف، والكاتدرائية القبطية. كما يرأس السبت المقبل صلاة القداس المقررة في استاد القاهرة في حضور وفود دينية من لبنان والأردن وعدد من الشخصيات العامة. وكان وصل إلى مطار القاهرة الدولي أول من أمس، على متن طائرة خاصة، وفد إعلامي دولي ضم 60 صحافياً وإعلامياً، إضافة إلى 60 من المساعدين والعاملين مع البابا للإعداد للزيارة المرتقبة وتغطيتها. وأعلن الأزهر الشريف في بيان أمس أن شيخ الأزهر أحمد الطيب وبابا الفاتيكان سيحضران الجلسة الختامية ل «مؤتمر الأزهر العالمي للسلام»، والذي ينطلق الخميس المقبل في حضور عدد من القيادات الدينية الدولية، ومن المقرر أن يلقي البابا فرانسيس كلمة في اختتام المؤتمر. وأوضح بيان الأزهر أن المؤتمر يناقش 4 محاور رئيسية هي: معوقات السلام في العالم المعاصر والأخطار والتحديات، وإساءة التأويل للنصوص الدينية وأثره على السلم العالمي، والفقر والمرض بين الحرمان والاستغلال وأثرهما على السلام، وثقافة السلام في الأديان بين الواقع والمأمول. ووفقاً للبيان، يُوجِّه المؤتمر الذي ينعقد على مدار يومين، رسالة مشتركة للعالم بأن ممثلي الأديان المجتمِعِين في رحاب الأزهر يُجمِعون على الدعوة إلى السلام بين قادة الأديان وكل المجتمعات الإنسانية، ويؤكدون انطلاقاً من الثقة المتبادلة بينهم، دعوة أتباع الأديان للاقتداء بهم، والعمل بهذه الدعوة يداً واحدة من أجل نبذ كل أسباب التعصب والكراهية، وترسيخ ثقافة المحبة والرحمة والسلام بين الناس. وأكد بطريرك الأقباط الأرثوذكس في مصر البابا تواضروس الثاني أن البابا فرانسيس «رجل سلام والشاهد الحقيقي للسلام، فأينما يذهب يبث الدعم في نفوس جميع الفئات الأكثر ضعفاً في العالم ويمنح السلام»، معرباً في مقابلة أجرتها معه وكالة «سير» الإيطالية عن سعادته بهذه الزيارة، ومؤكداً أنه «لا توجد كراهية في قلب الأقباط في مصر، فنحن لا نملك أي شيء إلا محبة الله ومحبة للناس جميعاً».