أشعر بحال الأسى الذي يعتصر كل هلالي نتيجة ما تعرض له الفريق من إقصاء من دور ال16 في بطولة دوري المحترفين الآسيوي، في مشهد لم يكن أحد يتصوره، أو يتوقع حدوثه، ولا شك أن تأثير الخروج، كان أكبر على الهلاليين، كونه حدث أمام فريق طامح، وليس فريقاً منافساً، وأعني به أم صلال القطري، الذي تلقت شباكه قبل أن يواجه الهلال «7 أهداف» من كل شكل ولون، ومن المهم أن يوقف الهلاليون التباكي على خروجهم، فليس الهلال أول فريق يغادر هذه البطولة، ولن يكون الأخير، لكن عليهم أن يبحثوا في أسباب «هبوط» روح الهلال وعزيمة الزعيم حتى أصبح الطامعون فيه كثر. إن القول إن رحيل المدرب السابق، الروماني كوزمين هو السبب في ما وصل إليه بطل كأس ولي العهد، هو في اعتقادي نصف الحقيقة وليس الحقيقة كلها، ذلك أن الفرق الكبيرة لا يمكن أن تتأثر للدرجة التي تبدو فيها هزيلة وضعيفة وغير قادرة على التعامل مع فرق أقل منها إمكانات وتاريخاً وجمهوراً ولاعبين، قد يكون رحيل كوزمين، أحدث خللاً في تنظيم الفريق وأدائه، وهذا حدث بالفعل ولكن المبالغة في الأمر، أعطى شعوراً للاعبين وأنصار الفريق، أن فريقهم لم يعد قادراً على منازلة منافسيه، ومن الواضح أن الإدارة وفرت للفريق كل ما يحتاج إليه، حتى أنها قامت بالتعاقد مع مدرب بديل للمدرب المقال وعادت لتلغي عقده، وهو لم يكمل شهره الأول، وهذا ما أكد أن المشكلة ليست فقط في المدرب، فهذا المدرب الوطني (مدرب اللياقة) عبد اللطيف الحسيني، عندما تسلم الفريق قاده لأكثر من انتصار، وإن فقد بطاقة التأهل لدور الثمانية في دوري أبطال آسيا، فقد فعل كل ما عليه. لكن الحقيقة التي لا يجب أن تتجاهلها إدارة الهلال، أن اللاعبين المواطنين، والأجانب، خذلوا الفريق، وأسهموا كثيراً في ما حدث من بعد رحيل المدرب الروماني كوزمين، وبصراحة أكثر أسال: «هل ياسر هو ياسر؟ وهل عزيز هو عزيز؟ وهل التايب هو ذلك اللاعب الذي كان يصنع الفرق أمام الخصوم؟ وهل رادوي، هو رادوي كوزمين؟ وماذا فعل لاعب كبير مثل ويلهامسون كلف خزينة النادي أكثر من 50 مليون ريال ...؟» إن الواقع يقول، إن «هلال 2009» صرف عليه الكثير، ولم يقدم غير القليل، وهذا يعيدني إلى ما كنت قد طرحته في غير مرة، أن البطولات لا تأتي بكثرة الفلوس، ولكنها تبدأ من نوعية الاختيار، وكل ما أتمناه أن يتسع صدر الأمير الشاعر، عبد الرحمن بن مساعد، لرأيي في المدرب الهلالي الجديد، البلجيكي إيريك جيريتس، إذ إن الرقم الذي أعلن 1.8 مليون يورو سنوياً يعتبر من الأرقام الخيالية جداً، حتى وإن كان المدرب أفضل مدرب في فرنسا في الموسم الحالي. [email protected]