أحبطت قوة عسكرية جزائرية هجوماً انتحارياً في بلدة قرب محافظة قسنطينة (400 كلم شرق العاصمة)، وذكرت مصادر أمنية محلية إن مسلحَين فشلا في محاولة الاعتداء على دورية أمنية، حيث سلم أحدهما نفسه في حين فجّر الثاني حزامه الناسف أثناء مطاردة عسكرية من دون أن يتسبب بسقوط قتلى غيره. وأفادت مصادر أمنية بأن انتحاريين من كتيبة «الغرباء» التي تتبع تنظيم «داعش» فشلت في تنفيذ اعتداء في محيط محافظة قسنطينة، وعُلم أن الانتحاري الذي فجّر نفسه يدعى «أبو الهيثم» بينما قام الإرهابي الموقوف المكنى «أبو صهيب» بالاستسلام. وقام «أبو الهيثم» بتفجير نفسه في حين استسلم «أبو صهيب» في منطقة غير مأهولة في مرتفعات بلدية بن باديس في ولاية قسنطينة، إثر قيام قوات من الجيش مدعومة بالشرطة التي كانت في دورية تمشيط بمحاصرة أفراد المجموعة الإرهابية. وتأتي عملية الجيش بعد أيام على قتل أمير تنظيم فرع «داعش الإرهابي» في الجزائر المدعو «أبو الهمام» في قسنطينة، حيث تعتقد أجهزة الأمن أن بضع مسلحين من محيطه تفرقوا في بلدات المحافظة من دون تنسيق من أجل تنفيذ عمليات أو تسليم أنفسهم. وأوضحت المصادر ذاتها أن الإرهابي الأول فضّل تفجير حزام ناسف كان يرتديه، بعد أن اكتشف أنه محاصر من قبل قوات الجيش من كل الجهات، فيما استسلم الآخر وسلّم نفسه. وقُتل «أبو الهمام» وهو قائد ميداني ل «داعش» نهاية آذار (مارس) الماضي في جبل الوحش على المخرج الشمالي للمحافظة، وكان «أبو الهمام» بصحبة مرافق يدعى «ف بلال» حين نصبت لهما قوة عسكرية مكمناً، ويُعتقد أن قوى الأمن حيّدت بشكل كامل عناصر كتيبة «الغرباء» التي نفذت عملية انتحارية فاشلة قبل أيام ضد مركز حضري للشرطة (المركز رقم 13) في قسنطينة. ويُعتقد أن القيادي السابق كان يتحرك في جبل الوحش، حيث قُتل، على رأس جماعة لا يتعدى عدد أفرادها ال5، وهو محور يصل إلى جبال سكيكدة وجيجل ومنفذ مباشر نحو الحدود التونسية. في سياق آخر، قال وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل إن زيارته الأولى لشرق ليبيا والتي بدأها أول من أمس «رسالة واضحة من بلاده وهي أنه لا بديل عن الحل السياسي التوافقي بين الليبيين أنفسهم من دون تدخل خارجي». والتقى مساهل في اليوم الأول من زيارته «شخصيات وازنة في المشهد السياسي في منطقة الشرق الليبي» وفق تعبير بيان رسمي. والتقى تحديداً رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح في مدينة البيضاء الواقعة على بعد 1200 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس. وتوجّه الوفد الجزائري لاحقاً إلى مدينة بنغازي حيث التقى بالمشير خليفة حفتر «وتطرق معه إلى الأوضاع الراهنة في ليبيا وتطورات المشهد السياسي مع التركيز على أهمية دعم الحوار الليبي- الليبي من دون تدخل أجنبي بناءً على الاتفاق السياسي والمصالحة الوطنية». وذكرت الخارجية أن مساهل سيجول على مناطق الجنوب الليبي في وقت لاحق من زيارته.