أفادت تقارير أمنية متخصصة أن قوات الأمن والدرك والجيش في الجزائر تمكنت من قتل قرابة 300 مسلح من «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» خلال عام 2009، ما يرشح هذه السنة لتكون الأكثر هدوءاً مند تفجّر الوضع الأمني والسياسي بداية التسعينات من القرن الماضي. وبين هؤلاء القتلى أجانب خصوصاً من ليبيا والمغرب وموريتانيا ومالي استقطبهم فرع «القاعدة» المغاربي إلى صفوفه. وأشارت التقارير ذاتها إلى أن حصيلة نشاط قوات الأمن منذ مطلع عام 2009، تُعتبر من أهم حصائل مكافحة الإرهاب منذ سنوات، على خلفية نجاح أجهزة الأمن في «تحييد» من تصفهم ب «أخطر أمراء» تنظيم «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» التي تحوّلت في مطلع 2007 إلى «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». وبين هؤلاء عدد من أوائل المسلحين الذين حملوا السلاح للالتحاق ب «الجماعة الإسلامية المسلحة» مطلع التسعينات وبات بعضهم لاحقاً من «النواة» المحيطة ب «أمير القاعدة» في الجزائر. وتركزت عمليات أجهزة الأمن في عدد من الولايات، أهمها البليدة والبيض والجلفة وتيزي وزو وباتنة وسكيكدة وقسنطينة وتبسة وخنشلة وسيدي بلعباس وبومرداس وتيبازة وعين الدفلى وتيسمسيلت والبويرة وجيجل، بينما تمكنت مصالح الأمن من توقيف قرابة 400 شخص من المبحوث عنهم وتنتمي غالبية هؤلاء إلى جماعات «الدعم والإسناد» التي تناقص عددها بفعل العمل الإستخباراتي الذي انتهجته منظومة ما تُطلق عليه السلطات «مكافحة التطرف والجريمة والإرهاب» منذ ما يزيد على ثلاث سنوات. وأضافت التقارير أن ثلاثة قياديين بارزين في «الجماعة السلفية» عادوا عن العمل المسلح في شهر نيسان (أبريل) الماضي، ما ساهم في الحد من العمليات «الإرهابية». وأكدت الحصيلة الأمنية لعام 2009 في البلاد فشل تنظيم «القاعدة» في تنفيذ أي أعمال انتحارية وإحباط محاولته تنفيذ ثلاثة اعتداءات انتحارية تستهدف مراكز أمنية وعسكرية في ولاية تيزي وزو. وشهد عام 2009 بروز مراجعات فكرية لعدد من قيادات الجماعات حيث أصدر مؤسس «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» في الجزائر حسان حطاب بداية العام مراجعة فكرية ودينية تدعو عناصر التنظيمات إلى التوبة ووقف العمل المسلح. وفي سياق مماثل، أفادت المصادر ذاتها أن العام الحالى شهد تسليم نحو 40 مسلحاً أنفسهم لمصالح الأمن، وذكرت من بينهم «ثلاثة أمراء». كما كان من بينهم أيضاً مسلحون كانوا مرشحين للقيام بعمليات ضد مصالح حكومية. كذلك اتسمت عمليات «مكافحة الإرهاب» خلال السنة بتعاون كبير من قبل المقبوض عليهم الذين سلّموا أنفسهم مع قوات الأمن، الأمر الذي عزز من حظوظ مصالح الأمن في عملياتها. وخلال عام 2009، قُتل أقل من 78 عوناً نظامياً بين جنود وقوات أمنية ومواطنين متطوعين للعمل مع الدولة. وكانت أكبر الخسائر في صفوف قوات الأمن تلك التي وقعت في عمليتي برج بوعريريج (شرق الجزائر) زتيبازة (غربها) في حزيران (يونيو) وتموز (يوليو). لكن مصالح الأمن تقول إنها تمكنت أيضاً من تفكيك سرايا كانت إلى وقت قريب وراء التفجيرات الانتحارية في العاصمة ومناطق أخرى كالثنية ومن بينها سرية بوناب وسرية زموري في تيزي وزو وبومرداس، فيما قُدم مقتل القيادي توفيق غازي، المعروف حركياً باسم «طاهر»، وهو أمير «كتيبة طارق بن زياد» وقائد الحرس الخاص لزعيم التنظيم عبدالمالك دروكدال، كدليل على احتكام الوحدات الأمنية إلى «إستراتيجية أمنية مبنية على الاستعلام والهجوم». ومن بين الأمراء الآخرين الذين سقطوا خلال العام المنصرم وغالبيتهم من المجموعات الأولى التي نشطت حتى مع الأمير السابق ل «الجماعة المسلحة» عنتر زوابري أوائل ومنتصف التسعينات، حسين هجرس المدعو «بشاغا»، وأمير سرية زموري بلال النذير (أبو عدنان)، ومراد. ل، المدعو «نوح» و «أبو قتادة السلفي» وهو مسؤول التنسيق في التنظيم والسائق الشخصي ل «أمير القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي».