تبنى تنظيم «داعش» الإرهابى اغتيال شرطي جزائري داخل مطعم وسط مدينة قسنطينة (400 كيلومتر شرق العاصمة)، ورصدت «الحياة» تعزيزات أمنية غير عادية وسط المدينة حيث مشطت قوات خاصة تابعة للشرطة معظم شوارعها، بينما مشط الجيش جبل «الوحش» الواقع شمال المنطقة. واستمر تمشيط قسنطينة ساعات طويلة تزامناً مع قدوم تعزيزات عسكرية إلى شمال البلدة حيث مشارف جبل «الوحش» الذي يشهد حراكاً لمسلحين منذ الصيف الماضي. وذكر مسؤول أمني في قسنطينة ل «الحياة» أن «قوات الأمن تشكك بحقيقة وقوف داعش وراء العملية». وكان التنظيم الإرهابي أكد مسؤوليته عن عملية الاغتيال، فيما كانت المدينة تعيش استنفاراً أمنياً قبل الحادثة، بسبب معلومات عن تواجد «أبي الهمام»، أمير «كتيبة الغرباء» التي أعلنت ولاءها ل «داعش» فيها. وأطلقت قوات الأمن الجزائرية عملية واسعة للبحث عن منفذي عملية اغتيال الشرطي الجزائري أثناء تناوله طعام العشاء بزيه الرسمي مساء الجمعة الماضي. وذكرت مصادر محلية، أن حالة التأهب في صفوف عناصر أجهزة الأمن رُفعت إلى الدرجة القصوى، وتم استدعاء أفراد الشرطة الذين كانوا في إجازة نهاية الأسبوع، مضيفةً أن عملية التمشيط تشمل المنطقة الشمالية الشرقية لمدينة قسنطينة بين حي الزيادية وجبل الوحش، وأنه سمع دوي لإطلاق النار، ليلة الجمعة - السبت. ولوحظ أن قيادة الشرطة أرسلت فرقة مكافحة الإرهاب في أول مهمة لها منذ تأسيسها في شهر تموز (يوليو) الماضي. وعززت الشرطة نقاط تفتيشها، كما فعل جهاز الدرك التابع لوزارة الدفاع، وسارت دوريات أمنية في أحياء مختلفة من المدينة. يُذكر أن ضابط الشرطة قُتل في حي الزيادية حين كان يهم بالخروج من مطعم، ما يعني أن المجموعة المكوّنة وفق شهود من 3 أفراد كانت تتربص به. وقدمت وكالة «أعماق» الناطقة باسم «داعش» الضحية على أنه ضابط كبير في الشرطة ما يعني محاولة الجهة المنفذة تحقيق دعاية إعلامية لحضور التنظيم في قسنطينية عاصمة الشرق الجزائري.