تخوض عشيرتان معروفتان بصراعهما التاريخي مواجهة دامية منذ أيام في مناطق الميمونة ووسط العمارة، مركز محافظة ميسان (380 كم جنوب بغداد) تطلبت تدخل قوات من الجيش والشرطة. ويقول سكان في الميمونة (غرب) ان الطريق المؤدي الى القضاء مغلق منذ يومين بسبب تجدد المواجهات بين عشيرتي آل أزيرج وآل بزون. وكان وزير الداخلية زار المحافظة السبت، لكن الإعلانات الرسمية للشرطة في المدينة رفضت الربط بين زيارته ونزاع العشيرتين. وقال رئيس اتحاد العشائر العراقية عبدالوهاب الربيعي ل «الحياة» إن عشائر البصرة شكلت وفدا يضم كبار شيوخ المدينة لتسوية النزاع. وأكد أن «الوضع غير مطمئن بسبب طلب الثأر والمبادرة غرضها لم الشمل». ويغلب الطابع العشائري بقوة على مناطق محيط مدينة العمارة، مركز محافظة ميسان، فيما تتجنب القوات الحكومية التدخل في النزاعات خوفاً من انتقالها الى صفوفها، فمعظم عناصرها من أبناء العشائر، مثل بني مالك وبني كعب وازيرج وبزون. ويقول محمد الزيرجاوي إن النزاعات بين العشيرتين تعود إلى نحو 100 عام، وهي في الغالب حول مصادر الري والثأر وتتفاقم من جيل الى آخر. وتدخلت الحكومة للمرة الأولى لتسوية نزاع العشيرتين عام 1931 عندما ارسلت وحدات عسكرية ومجموعة من الضباط لفض معارك طاحنة في جنوب العراق، لكن العسكريين ارتأوا التعامل السلمي مع النزاع وفرضوا جلوس الطرفين في مجلس دية عشائري. وتستخدم في النزاعات اسلحة مختلفة، بعضها ثقيل، خصوصاً ان العشائر المعروفة تمتلك كل ما يلزمها من اسلحة. وللعشيرتين امتداداتهما عبر الحدود العراقية - الايرانية وتنتشران في مناطق المحمرة وعبادان في اقليم الاحواز الايراني ذي الغالبية العربية، لكن شيوخهما يتمركزون داخل الحدود العراقية. ويروي مسعد آل بزون حكايات عن الخلاف، ويقول ان بعض المنازعات وقعت في وقت كانت المعارك الطاحنة تدور بين العراق وايران قرب مناطق تمركز العشيرتين في ميسان منتصف الثمانينات. لكنه يؤكد ان تاريخ العشيرتين ليس تاريخاً للصراع فحسب، بل ان علاقاتهما التصاهرية متميزة عن باقي العشائر، فيما يذكر ظرفاء من العشيرتين انهما تتصالحان عاماً وتتخاصمان عاماً آخر. ويقول مصدر أمني إن قوات تدخلت حديثاً لفض النزاع الذي انفجر بعد ان اتهمت عشيرة آل ازيرج عشيرة آل بزون بالتدبير لقتل أحد شيوخها. وتسعى الشرطة إلى فض النزاع سلما، لكن مصادر في المدينة أكدت ان الشرطة اضطرت الى حجز عدد من شيوخ العشيرتين وتوارى شيوخ آخرون. واشارت إلى ان ارتال الجيش تقدمت الى قضاء الميمونة في ميسان لمنع حدوث اقتتال بين العشيرتين. ويتداول الشباب أهازيج شعبية للنزاع الدائم بين العشيرتين اللتين كانتا تقطنان مناطق الاهوار، بين الناصرية والعمارة، قبل تحول معظم ابنائهما الى الزراعة. وفي المصادر التاريخية ان عشيرة آل ازيرج عربية يعود نسبها الى ازيرق بن هلان. وكان زعيمها سابقاً الشيخ عطون بن ربيع بن محمود الذي قدم بها من مناطق الفرات الى اهوار ميسان، حيث لحقت بها عشائر آل بزون التي سميت باسم جدها بزون بن خليفة بن عثمان.