أبيدجان – رويترز، أ ف ب - اندلعت اشتباكات في ابيدجان امس، بين انصار المتنافسين على الرئاسة الحسن وترة والرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو، ما ينذر بتجدد الحرب الأهلية في البلاد. وتبادل عناصر من حركة التمرد السابقة تتولى حماية مقر الحسن وترة، اطلاق النار مع قوات موالية لغباغبو في ابيدجان العاصمة الاقتصادية للبلاد. وأفاد شهود بأن الجانبين تبادلا إطلاق النار بأسلحة من العيار الثقيل وسمع دوي الانفجارات على بعد اكثر من كيلومتر من مكان الاشتباك. وتسعى «القوى الجديدة» (حركة التمرد السابقة) التي تشارك في حماية وترة ومساعديه الى تحرير طريق يمر أمام الفندق كان انصار غباغبو قطعوه. ويتخذ وترة من فندق «غولف» مقراً لحكومته التي شكلها بعد اعلان فوزه في الانتخابات التي أجريت الشهر الماضي، مع العلم ان غباغبو رفض النتيجة وأصرّ على احتفاظه بالرئاسة. وترافق إطلاق النار الذي شمل أنحاء من مدينة أبيدجان مع مسيرة لأنصار وترة الى مبنى الإذاعة الرسمية بهدف السيطرة عليه. وأفيد بأن اربعة اشخاص قتلوا رمياً بالرصاص عندما فرقت قوات الأمن الموالية لغباغبو مسيرة انصار وترة. وفي حي عجمي (شمال) الشعبي، شوهدت ثلاث جثث عليها اثار رصاص أطلقته قوات الأمن، كما أفاد شهود. وفي حي كوماسي (جنوب) الشعبي ايضاً، شوهدت عناصر الصليب الأحمر تنقل جثة اصيبت ايضاً بالرصاص. وكان التوتر شديداً في تلك المنطقة حيث واجه عشرات من انصار وترة عناصر الأمن. وانتشرت قوات الشرطة والجيش في الشوارع بأمر من غباغبو بعدما دعا منافسه وترة إلى مسيرات حاشدة للاستيلاء على مبنى الإذاعة ومقر الحكومة. وسدّت قوات أمنية على شاحنات مزودة رشاشات متوسطة، الطرق المؤدية إلى فندق «غولف» الذي يخضع لحراسة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وفي العاصمة ياماسوكرو، فرقت الشرطة تظاهرة الأربعاء، مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية. وقال عدد من الشهود إن شخصاً واحداً على الأقل قتل. وقال شهود إن متظاهراً قتل برصاص الشرطة، لكن دياغوري اونور الناطق باسم الشرطة قال إن القتيل من عناصرها. وأضاف: «كان أحد المتظاهرين مسلحاً وأطلق النار عليه. ليس لدي تفاصيل عن الملابسات لكننا نعلم أن شرطياً قتل». والتقى وفد رفيع من الاتحاد الأفريقي بالرئيس النيجيري غودلاك جوناثان الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (إيكواس) في محاولة من الدول الافريقية لحل الأزمة سلمياً. وكانت نتائج اللجنة الانتخابية اظهرت فوز وترة في انتخابات الرئاسة التي أجريت الشهر الماضي، لكن المجلس الدستوري المؤيد لغباغبو ألغى نحو نصف مليون صوت في معاقل وترة بحجة التزوير، وأعلن فوز غباغبو. واعترف المجتمع الدولي بفوز وترة، لكن غباغبو ما زال مسيطراً على الجيش والتلفزيون والإذاعة والمباني الحكومية. وتصاعد التوتر في أكبر دولة لزراعة الكاكاو في العالم بعد انتخابات كانت تهدف إلى إنهاء انقسام بين الشمال والجنوب نجم عن صراع في 2002 و2003، لكنها بدلاً من ذلك أثارت اضطرابات تنذر بتجدد الحرب الاهلية.