التوحّد إعاقة نمائية يتم تشخيصها في معظم الأحيان خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل، وتؤثر هذه الإعاقة في وظائف المخ، وتقدر نسبة الإصابة بها بنحو 1 بين كل 500 طفل وبالغ في الولاياتالمتحدة الأميركية، كما أن إصابة الذكور بالتوحد أكثر من الإناث أي بمعدل 4 إلى 1، وتظهر أعراض التوحد على المصاب غالباً بعد سن «14 إلى 30 شهراً»، إذ يلاحظ على الطفل تأخر في اللغة والتواصل «فيكون تطور اللغة بطيئاً، ويستخدم الكلمات بشكل مختلف عن الأطفال الآخرين، إذ ترتبط الكلمات بمعان غير معتادة لهذه الكلمات، ويكون التواصل عن طريق الإشارات بدلاً من الكلمات، كما أن انتباهه وتركيزه يستمر لمدة قصيرة»، أما من ناحية التفاعل الاجتماعي «فهو ضعيف، إذ يبدي اهتماماً أقل بتكوين صداقات مع الآخرين، وتكون استجابته أقل للإشارات الاجتماعية مثل الابتسامة أو النظر للعيون» ومن ناحية اللعب «فلديه نقص في اللعب التلقائي، كما أنه لا يحاول تقليد حركات الآخرين، ولا يحاول أن يبدأ في عمل ألعاب خيالية أو مبتكرة»، إضافة إلى إصابته بمشكلات حسية وقيامه بسلوكيات غريبة كأن يضرب رأسه بالحائط وتحريك اليدين أو هز الجسم بشكل متكرر، وإظهار ردود غير معتادة عند تعامله مع الناس، أو أن يرتبط ببعض الأشياء بصورة غير طبيعية، كأن يلعب الطفل بسيارة معينة بشكل متكرر وبصورة غير طبيعية دون محاولة تغيير اللعبة مع وجود مقاومة لمحاولة التغيير، وقد يظهر الطفل سلوكاً عدوانياً تجاه الغير أو تجاه الذات، وعلى رغم ذلك لم يتم اكتشاف أسباب قاطعة ومحددة للتوحد حتى وقتنا الحاضر، وليست هناك طريقة معينة بذاتها تصلح للعلاج أو التخفيف من أعراضه في كل الحالات، إلا انه يمكن عن طريق تناول بعض الأدوية والفيتامينات المهدئة والتركيز على بعض الأغذية وإلحاق الطفل بمراكز التأهيل، بحيث يصمم برنامج تعليمي خاص بناء على الاحتياجات الفردية لكل طفل وبرامج العلاج السلوكي، وبرامج علاج اللغة، وتنمية المهارات الاجتماعية، والتغلب على المشكلات الحسية، وتدار هذه البرامج من اختصاصيين مدربين بشكل جيد، وبطريقة متناسقة، وشاملة تعتمد على تشجيع الطفل وتحفيزه، كما يجب تقويمها بشكل منتظم من أجل محاولة الانتقال بها من البيت إلى المدرسة إلى المجتمع، كما لا ينبغي إغفال دور الوالدين وضرورة تدريبهما للمساعدة في نجاح البرنامج، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لهما وتنظيم اجتماعات وحلقات تعارف بين عائلات المصابين لتبادل الخبرات. ويعد مركز أبحاث وعلاج التوحد التابع لكلية الطب في جامعة الملك سعود أول مركز متخصص في الشرق الأوسط في هذا المجال، إذ يهدف إلى علاج وتشخيص المصابين بالتوحد والمقدر عددهم ب 120 ألف طفل، كما أنه يتم من خلاله تدريب طلاب وطالبات جامعة الملك سعود من كليات الطب والعلوم الطبية وكلية التربية قسم التربية الخاصة وقسم علم النفس وكلية الآداب قسم الخدمة الاجتماعية ويستعين المركز بخبراء دوليين من كل من الولاياتالمتحدة الأميركية وبريطانيا وجنوب أفريقيا إضافة إلى الخبرات المحلية. متخصص في تربية وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة