ما قدمته قطر من دعم لملف استضافة «المونديال» يستحق الشكر والتقدير، فمنذ مونديال جنوب افريقيا وإعلانات ملف استضافة قطر لمونديال 2022 عالق في ذهني، ذلك لما قدم من جهد ودعاية باهرة أسرت القلوب والعقول، فكان عملهم منظماً من البداية ومخططاً، وكما تعلمون فقد رُصِد لهذا الملف موازنة عالية، إعلانات ودعاية تجذب القلوب قبل الأبصار، فكان ذلك سبباً مقنعاً لترشحها عن غيرها من الدول المشاركة معها من المجموعة نفسها لدليل على مكانتها العالمية، ولا يخفى على الجميع موقف دول الخليج كافة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية «حكومة وشعباً» في دعم ترشح قطر لاستضافة «المونديال». لقد كان لهذا الحدث الباهر تبعات عدة على جميع النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فمن الناحية الاجتماعية أدى خبر إعلان ترشح قطر، كما شاهد الجميع ذلك في وسائل الإعلام المختلفة، إلى إدخال الفرحة والبهجة في قلوب الأخوة القطريين والعرب والمسلمين المقيمين في قطر، وجميع الأخوة في دول الخليج خصوصاً، والدول العربية عامة، وكانت تعابير الفرحة عليهم متساوية، فكان لهذا الخبر دور بارز في ترابط الأفراد وتآلفهم في المجتمع الخليجي والإسلامي والعربي، وقد عبّر الجميع في وسائل الإعلام المختلفة عن ذلك بأنه فخر لجميع الخليجيين والمسلمين والعرب في كل مكان. أما من الناحية الاقتصادية، فلقد كان لهذا الخبر تبعات اقتصادية كثيرة، فقد دعم هذا الخبر سوق الأسهم في قطر، وسوق العقار والاستثمار بشكل عام والتنافس بين شركات المقاولات في قطر، وفي دول الخليج، وفي العالم للتسابق على تقسيم كعكة المشاريع، إذ تتسابق شركات الأسمنت للتصدير، وشركات المقاولات للدخول في السوق القطرية. ومن الناحية السياسية، فقد كان صدى هذا الخبر على دول العالم الخارجي متفاوتاً، فهناك من أيد قطر وأشاد بالدعاية المميزة، والجهد المبذول، والمبالغ التي رصدت لنجاح هذا الحدث المهم، ومنهم من عارض ذلك، وأشار إلى عدم نزاهة وصدق الترشيحات، ومنهم من غضب وصرح بأن بلاده الأكبر والأفضل! لكن موقف قطر من ذلك وردهم على تلك الأقاويل كان رائعاً ومميزاً. هذا الحدث لابد له من إعداد وتنظيم مشترك بين دول المنطقة عامة، ليس الدور فقط على قطر، وذلك للظهور لدول العالم الخارجي بصورة مشرفة، وللتعريف عن الإسلام والمسلمين، وإظهار كل إبداع وعلم وحضارة لدى العرب والخليجيين. وأخيراً، أتمنى أن تدوم على شعوبنا الخليجية والعربية والإسلامية الفرحة والترابط والألفة في ما بينهم، فكما جمعتنا كرة القدم، نسأل الله تعالى أن يوحدنا في جميع أمور ديننا ودنيانا، وأن تستمر الفرحة والتآلف والترابط، ويعم الخير والرخاء الاقتصادي على الجميع، وذلك حتى موعد «المونديال» المرتقب وما بعده... ودمتم بخير حتى عام 2022. عادل عبدالرحمن الخضيري - الرياض