كييف، موسكو، برلين - أ ف ب، رويترز – عقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً أمس بطلب من روسيا، التي نددت ب «التصعيد الخطير للعنف في شرق أوكرانيا»، بعد إطلاق الجيش الأوكراني عملية عسكرية قرب مدينة سلافيانسك، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق، لكن من دون تحقيق تقدم سريع، ما دفع الرئيس الأوكراني الانتقالي أولكسندر تورتشينوف إلى الاعتراف بصعوبة العملية «في ظل اختباء المتمردين المؤيدين لروسيا وراء المواطنين، وإطلاقهم النار من مبانٍ سكنية». واعتبر الكرملين أن «الهجوم الانتقامي يوجّه ضربة قاضية لاتفاق جنيف» الذي أبرم بين أوكرانياوروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الشهر الماضي لتخفيف حدة التوتر، فيما وصف رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف العملية بأنها «دليل عجز إجرامي» لسلطات كييف التي «يجب أن تتوقف عن قتل مواطنيها، وإلا سيواجه البلد مصيراً محزناً». في برلين، شددت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير على «ضرورة خفض مستوى العنف، واحتلال المقار الحكومية شرق أوكرانيا تمهيداً لإنهاء الأزمة». وفي قمة استمرت أكثر من ثلاث ساعات في واشنطن، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل «اتحاد موقفهما» حول أوكرانيا، وحذرا موسكو من عقوبات إضافية قد تطاول «قطاعات السلاح والقروض والمال»، إذا عرقلت الانتخابات الرئاسية الأوكرانية المقررة في 25 الشهر الجاري. وبدا أن سياسة الرئيس بوتين في أوكرانيا قرّبت وجهات النظر بين أوباما ومركل بعد خلافات حول قضايا التجسس والاستخبارات العام الماضي، وقالت مركل: «25 أيار تاريخ مهم جداً، وإذا لم تساهم الانتخابات في استقرار وضع أوكرانيا سنفرض مزيد من العقوبات». ونددت بتوقيف الانفصاليين الأوكرانيين 11 من مراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبية بينهم أربعة ألمان، مؤكدة وجود خلاف «جذري» بين رؤية بوتين وبين موقفها مما يجري في أوكرانيا. وأكد أوباما أن على السلطات الروسية «كبح المسلحين الموالين لها شرق أوكرانيا، وإظهار جدية في السعي إلى حل ديبلوماسي، لأن هذا ما يطمح إليه الجميع». ولفت إلى أن «الاقتصاد الروسي الضعيف بات أكثر ضعفاً اليوم بسبب العقوبات». وأعلن تورتشينوف مقتل جنديين وعدد من الانفصاليين، إضافة إلى سقوط قتيل بالرصاص في اشتباكات اندلعت بين محتجين مؤيدين لروسيا وآخرين مؤيدين للوحدة في مدينة أوديسا. وأشار إلى أن قوات حرس الحدود تصدّت لمحاولات «مخربين مسلحين روس» عبور الحدود، عطفاً على اتهام وزير الداخلية الأوكراني آرسين أفاكوف «مجموعات تخريب محترفة وعسكريين أو مرتزقة أجانب» بإسقاط مروحيتين قتاليتين خلال تحليقهما فوق سلافيانسك، باستخدام منصات محمولة لصواريخ مضادة للطائرات (للمزيد). وردّت وزارة الخارجية الروسية بإعلان مشاركة «إرهابيين من تنظيم القطاع الأيمن وتنظيمات قومية متطرفة أخرى» في القتال، إضافة إلى مرتزقة من مؤسسة عسكرية أميركية خاصة». ونددت بالعملية التي «تجر أوكرانيا إلى كارثة»، داعية الغرب إلى العدول عن «سياساته الهدامة»، في وقت طالب مندوبها لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أندريه كيلين المنظمة باتخاذ إجراءات لوقف العملية. على صعيد آخر، صرح وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، بأن شركة «غازبروم» الروسية ستقلص إمدادات الغاز إلى أوكرانيا في حزيران (يونيو) المقبل إذا لم تتلق المدفوعات مسبقاً هذا الشهر. كما أبدى قلقه من أن أوكرانيا قد تعجز عن تخزين كميات كافية من الغاز خلال أشهر الصيف لنقله إلى دول أوروبا في موسم الشتاء. في شبه جزيرة القرم جنوبأوكرانيا التي ضمتها روسيا الشهر الماضي، ثبّت مجلس وزراء القرم قرار منع دخول زعيم التتار مصطفى جميليف إلى أراضيها، واتهمته بالرغبة في «زعزعة الاستقرار» بدعم من أجهزة الاستخبارات الغربية. وكان تتار القرم الذين يشكلون نحو 12 في المئة من سكان شبه الجزيرة، قاطعوا بكثافة استفتاء انفصال القرم.