صرَّح نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الثلاثاء في كييف بأن على روسيا سحب قواتها من أوكرانيا، والتوقف عن «دعم رجال يختبئون خلف أقنعة» في شرقها، وإلا فإنها قد تواجه «مزيداً من العزلة». وصرَّح بايدن في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الأوكراني الانتقالي ارسيني ياتسينيوك «كنا واضحين. روسيا تجازف بتحمل أكلاف إضافية ومزيد من العزلة». وتابع «حان وقت التوقف عن الكلام، والبدء بالعمل. يجب أن نشهد إجراءات تُتخذ بلا تأخير، فالوقت ثمين». وقال إن «الوقت ضيق» على أن تحرز روسيا تقدماً إزاء ما التزمت به في جنيف الأسبوع الماضي للمساعدة في نزع فتيل الأزمة في أوكرانيا». ودعا موسكو إلى سحب قواتها على الحدود مع أوكرانيا والتوقف عن الكلام والبدء في العمل لتسليم المتشددين الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا. وقال بايدن في مؤتمر صحفي: إن المزيد من الإجراءات الاستفزازية سيزيد من عزلة روسيا، وستكون لها المزيد من العواقب. من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أمس الثلاثاء أن بلاده مستعدة لمواجهة عقوبات غربية جديدة، تطول قطاعات أساسية في اقتصادها بسبب أزمة أوكرانيا. وقال مدفيديف في كلمة ألقاها أمام مجلس النواب (الدوما، أحد مجلسي البرلمان): «إنه طريق لا يفضي إلى مكان، لكن إن قرر بعض شركائنا الغربيين سلوكه، رغم كل شيء، فلن يكون أمامنا من خيار سوى أن نواجه (الوضع) بقوانا الخاصة، وسننتصر». وبعد فرض عقوبات، استهدفت شخصيات أو مؤسسات مالية روسية بسبب ضم القرم إلى روسيا، تنوي الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي أيضاً اعتماد حزمة جديدة من العقوبات، خاصة الاقتصادية، فيما الوضع يتدهور في شرق أوكرانيا. وأكد مدفيديف في هذا الصدد: «إنني واثق بأننا قادرون على الحد من تبعاتها». وأضاف «بكل تأكيد لن نوقف تعاوننا مع المؤسسات الأجنبية خاصة الدول الغربية، لكننا سنكون على استعداد لمواجهة أي تدابير غير ودية». وقال رئيس الوزراء الروسي إن القطاعات التي قد تطولها العقوبات، مثل قطاع الدفاع أو التجهيزات، ستتلقى «الدعم اللازم» من الحكومة. ومن جهة أخرى، منعت روسيا أمس زعيم تتار القرم مصطفى جميليف من دخول شبه الجزيرة الأوكرانية لخمس سنوات، على ما أعلن مجلس تتار القرم في بيان. وأوضحت ليليا موسليموفا لوكالة فرانس برس أن حرس الحدود سلموا جميليف لدى مغادرته القرم صباح أمس الثلاثاء إلى كييف أمراً رسمياً يحظر عليه الدخول إلى اتحاد روسيا حتى 19 نيسان/ إبريل. ورد جميليف على الموقع الإخباري الإلكتروني «زد. إن يو إيه» بأن «هذا القرار يظهر أي دولة متحضرة نواجهها». وأبدى التتار - وهم أقلية مسلمة في القرم - رفضهم ضم شبه الجزيرة إلى روسيا في آذار/ مارس إثر استفتاء نددت به كييف والغربيون. وصباح أمس الأول الاثنين توجه نحو ثلاثين رجلاً متنكرين إلى المجلس التمثيلي لتتار القرم في سيمفروبول لإنزال العلم الأوكراني الذي يرفرف فوقه منذ 19 نيسان/ إبريل، بطلب من جميليف الزعيم التاريخي لتتار القرم. وفي بادرة نحو هذه الأقلية، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً لإعادة اعتبار تتار القرم الذين تعرضوا للقمع في ظل حكم ستالين. وقاطع تتار القرم الذين يمثلون نحو 12 % من التعداد السكاني في شبه الجزيرة الواقعة في جنوبأوكرانيا بشكل كبير الاستفتاء الذي جرى في 16 آذار/ مارس، وأدى إلى ضم القرم إلى اتحاد روسيا. ولدى التتار ريبة تجاه موسكو منذ أن أمر جوزف ستالين الذي اتهمهم بالتعاون مع الألمان بترحيلهم الجماعي من القرم نحو آسيا الوسطى مع نهاية الحرب العالمية الثانية. ولم يسمح لهم بالعودة إلى القرم إلا بعد البيريسترويكا عند انتهاء الحقبة السوفييتية. كما أن أوكرانيا لم تصدر أي قانون بشأن إعادة اعتبارهم، فيما لا يزال التتار يواجهون مشاكل تتعلق خصوصاً بملكية الأرض.