أعلن الرئيس الأوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف خلال اجتماع للحكومة أمس ان القوات المسلحة الأوكرانية "في حالة استنفار شامل" للقتال في حال حصول غزو من قبل القوات الروسية المحتشدة عند الحدود. وقال تورتشينوف إن "قواتنا المسلحة في حالة استنفار شامل للقتال"، واضاف ان "خطر ان تشن روسيا حربا ضد اوكرانيا حقيقيا". وتتزامن تصريحات تورتشينوف مع تقدم محدود للجيش الأوكراني والشرطة في اطار العملية العسكرية الهادفة الى منع توسع سيطرة الانفصاليين على المدن الشرقية. بوتين: العقوبات ستؤثر على مصالح الغرب في روسيا وكان تورتشينوف اعلن منذ اسابيع عدة ان القوات الأوكرانية في حالة استنفار الا ان شيئا لم يظهر تعزيز الجهوزية على الأرض. ونشرت روسيا حوالي 40 الفا من قواتها على طول الحدود مع اوكرانيا في مارس الماضي. وكانت اعلنت في البداية انها حركت قواتها لإجراء تدريبات فقط، الا انها عادت وتحدثت الأسبوع الماضي عن استعدادها للرد على العملية العسكرية الأوكرانية ضد الناشطين الموالين لروسيا. كما كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اكد "حقه" بإرسال قوات الى اوكرانيا. اما كييف وواشنطن فيتهمان موسكو بإرسال قوات خاصة الى شرق اوكرانيا لقيادة الحراك الانفصالي الذي استطاع حتى الآن السيطرة على 14 مدينة وبلدة. وقال تورتشينوف امام اجتماع حكومي إن "هدفنا الأساسي هو منع الإرهاب من الانتشار من منطقتي دونيتسك ولوغانسك الى مناطق اخرى". وفي المقابل، صعدت روسياوالولاياتالمتحدة لهجتهما حول الأزمة الأوكرانية فيما واصل الناشطون الموالون لموسكو السيطرة على مبان رسمية اساسية في شرق اوكرانيا الذي تستمر فيه الفوضى. وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من ان العقوبات الأوروبية والأميركية الجديدة يمكن ان تؤثر على شركات الطاقة الغربية العاملة في روسيا التي يحملها الغرب مسؤولية اسوأ مواجهة تحصل بين الغرب والشرق منذ انتهاء الحرب الباردة. ورد وزير الخارجية الأميركي جون كيري داعيا موسكو الى "ترك اوكرانيا وشأنها" متعهدا بالدفاع "عن كل جزء" من اراضي حلف شمال الأطلسي. واوكرانيا ليست عضوا في حلف الأطلسي لكن العديد من الدول المجاورة لها تنتمي للحلف. في هذا الوقت استمر التوتر في المناطق الشرقية في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة حيث سيطر متمردون موالون للروس على مركز الشرطة في لوغانسك بعد مواجهة استخدمت فيها قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات نارية. ونفى بوتين مجددا خلال قمة اقليمية في مينسك ان تكون قوات روسية ضالعة في اعمال العنف في شرق اوكرانيا. وقال بوتين إن "ليس هناك مدربين روسا ولا وحدات خاصة ولا جنود روس" في اوكرانيا. وندد بالعقوبات الجديدة التي فرضها الغرب على روسيا قائلا "اذا استمر ذلك، سنضطر بالطبع الى التفكير بكيفية عمل (الشركات الأجنبية) في روسيا الاتحادية بما في ذلك في قطاعات رئيسية في الاقتصاد الروسي مثل الطاقة". وقد نددت روسيا برغبة الولاياتالمتحدة اعادة "الستار الحديدي" عبر انتهاج سياسة العقوبات وحذرت من انها سترتد عليها. وضمن المساعي الدولية الحثيثة لاحتواء هذه الأزمة تقوم المستشارة الألمانية انغيلا ميركل بزيارة الى واشنطن اليوم وغداً الجمعة حيث تلتقي الرئيس الأميركي باراك اوباما ويتوقع ان يطغى التوتر الشديد في اوكرانيا على فضيحة التنصت الأميركية خلال محادثاتهما. وبينما العلاقات بين روسيا والغربيين في أسوأ مستوياتها منذ الحرب الباردة، اعتبر مسؤولون سياسيون ومحللون ان الأزمة الأوكرانية ستقرب بين ميركل واوباما حول هدف مشترك بعد ستة اشهر من الخلاف. ومن بين النقاط التي سيتم التباحث بشأنها سبل الضغط على روسيا ومعاهدة التبادل الحر لدول المحيط الأطلسي والتي يجري التفاوض بشأنها بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وهذه هي الزيارة الأولى لميركل الى واشنطن منذ تسريبات المستشار السابق لدى وكالة الأمن القومي الأميركية "ان اس ايه" ادوارد سنودن والتي كشفت ان الوكالة قامت بالتنصت الى حد كبير على الاتصالات في المانيا وخصوصا على الهاتف النقال لميركل.