يبدأ الرئيس السوري بشار الاسد غدا (الخميس) زيارة عمل لباريس، تستمر يومين، تلبية لدعوة من الرئيس نيكولا ساركوزي. وعلم ان برنامج الزيارة يتضمن غداء عمل بين الرئيسين في قصر الاليزيه ظهر الخميس. ويتوقع ان تتناول المحادثات العلاقات الثنائية واوضاع المنطقة وعملية السلام. كما يلتقي الاسد رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) برنار اكوييه، اضافة الى لقائه يوم الجمعة مثقفين صحافيين فرنسيين وممثلين عن الجالية السورية في فرنسا. وكان الاسد زار باريس في تموز (يوليو) العام 2008، للمشاركة في القمة الاولى ل»عملية برشلونة: الاتحاد من اجل المتوسط». وزار ساركوزي دمشق في نهاية 2008 وبداية 2009، قبل قيام الرئيس السوري بزيارة رسمية في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي. ولم تنقطع الاتصالات الديبلوماسية بين البلدين منذاك. وعين ساركوزي جان كلود كوسران مبعوثا لعملية السلام والمسار السوري - الاسرائيلي. ونقل كوسران رسالة خطية من ساركوزي الى الاسد في ايلول (سبتمبر) الماضي»تتعلق بالعلاقات بين البلدين الصديقين والرغبة بتطوير هذه العلاقات وأهمية الاستمرار في التنسيق والتشاور» بينهما، كما جاء في بيان رئاسي سوري صدر حينذاك. وبعدما عرض الرئيس السوري لكوسران «الرؤية السورية لموضوع السلام، مؤكدا... أهمية التنسيق مع تركيا في هذا الشأن من أجل البناء على ما تم التوصل إليه في المفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط التركي»، قبل توقفها بسبب العدوان الاسرائيلي على غزة في نهاية 2008. واشار البيان الى ان الاسد «اعرب عن تقديره للجهود التي تقوم بها فرنسا والرئيس ساركوزي بهذا الخصوص، وعن أمله برؤية تطورات حقيقية في عملية السلام، رغم أن السياسات الإسرائيلية لا توحي بذلك». وكان مقررا ان يزور المبعوث الفرنسي تركيا للقاء المسؤولين الاتراك في اطار مساعيه في عملية السلام، لكن شيئا لم يعلن في انقرة في هذا المجال. وعلى صعيد العلاقات الثنائية، زار رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون دمشق في شباط (فبراير) الماضي، وجرى توقيع 11 اتفاق ووثيقة ومذكرة تفاهم في المجالات المختلفة، قبل تأسيس مجلس رجال اعمال مشترك. كما زار نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري العاصمة الفرنسية في ايلول الماضي. الى ذلك، تقوم السورية الاولى السيدة اسماء الاسد بسلسلة من النشاطات خلال زيارتها لباريس، بينها القاء محاضرة في الاكاديمية الديبلوماسية. وكانت السيدة اسماء اجتمعت في باريس مع رئيس متحف اللوفر هنري لوريه والقائمين على التعاون الدولي، لمتابعة ما أنجز على صعيد الاتفاق بين اللوفر و»المديرية العامة للآثار والمتاحف» السورية للتعاون بين الجانبين في ضوء الاتفاق الموقع بينهما.