استنكرت موسكو الجمعة العملية العسكرية التي تستهدف المتمردين الأوكرانيين الموالين لروسيا في سلافيانسك شرق اوكرانيا، معتبرة أنها تجر أوكرانيا "الى الكارثة"، ودعت الغرب الى العدول عن "سياساته الهدامة". وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان "كما حذرنا مراراً، فإن الزج بالجيش ضد الشعب هي جريمة وستجر أوكرانيا الى الكارثة"، وعبرت عن "سخطها بعد بدء عملية انتقامية في سلافيانسك بمشاركة عناصر من حركة برافي سكتور" القومية المتطرفة شبه العسكرية. واضاف "كما ندعو بحزم الغرب الى التخلي عن سياساته الهدامة إزاء أوكرانيا". وكان الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف أعلن في وقت سابق ان هجوم القوات الاوكرانية ضد الموالين لموسكو في شرق البلاد يوجه الضربة القاضية لاتفاق جنيف الذي سعى لنزع فتيل الازمة في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة. وصرح بيسكوف بأنه "وبينما تبذل روسيا جهودا لوقف التصعيد وتهدئة النزاع، حرك النظام في كييف القوات الجوية لضرب تجمعات سلمية وبدا هجوما انتقاميا مما يقضي على الامل الاخير بتطبيق اتفاق جنيف"، حسبما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية. وأفاد بيسكوف أن مبعوث الرئيس الروسي، فلاديمير لوكين، توجه الخميس بأمر من الرئيس إلى جنوب شرق أوكرانيا لإجراء محادثات بشأن الإفراج عن المراقبين العسكريين الأجانب المحتجزين هناك. وأشار إلى أن الجانب الروسي فقد الاتصال بلوكين بعد انطلاق "العملية العقابية"، وتابع أن "نظام كييف بدأ في الوقت الذي تبذل فيه روسيا جهودا بهدف تخفيف حدة التوتر وتسوية النزاع، قصف التجمعات السكنية السلمية باستخدام الطائرات الحربية". غير أن وكالة "نوفوستي" الروسية ذكرت أنها تمكنت من الاتصال بناتاليا ميرزا، مساعدة لوكين، التي أكدت أنه على ما يرام. بدوره، طالب المندوب الروسي الدائم لدى المنظمة أندريه كيلين ، لوكالة أنباء (إنترفاكس) الروسية، منظمة الأمن والتعاون في أوروبا باتخاذ كافة الإجراءات لإيقاف العملية العسكرية التي بدأتها كييف بشرق أوكرانيا. وقال كيلين إن "الأوكرانيين بدأوا يردون ويشددون على أن هذه العملية ليست موجهة ضد سلافيانسك، وإنما هدفها محاصرة المدينة وعزلها". وشكك المندوب الروسي في "مزاعم" سلطات كييف، وقال" إذا كان الأمر كما تدّعي السلطات في كييف، فنحن نطالب بفتح ممرات إنسانية للسماح للسكان المدنيين بالخروج، وكذلك بإيقاف تحليق الطيران فوق المدينة". واعتبر كيلين أنه "في أي حال من الأحوال، إن العملية العسكرية ستعقد الوضع في شرق أوكرانيا وتعوق تنفيذ بنود اتفاقية جنيف، وستزيد صعوبة وضع المراقبين العسكريين الأوربيين داخل سلافيانسك". وأطلقت القوات الاوكرانية في وقت مبكر الجمعة عملية عسكرية واسعة ضد سلافيانسك الخاضعة لسيطرة موالين لروسيا في شرق البلاد. وأعلنت وزارة الدفاع الاوكرانية لاحقاً ان اثنين من عسكرييها قتلا بينما اسقطت مروحيتان من طراز "ام آي-24" بالقرب من سلافيانسك.