قتل أربعة أشخاص صباح أمس في تبادل إطلاق نار قرب سلافيانسك بشرق أوكرانيا، ما يقوض هدنة عيد الفصح الهشة في الجمهورية المضطربة، فيما أعلنت موسكو عن «غضبها الشديد» للحادث. وقال المسؤول المحلي فياتشيسلاف بونوماريف: إن ثلاثة ناشطين موالين لروسيا ومهاجمًا قتلوا في اشتباك مسلح عند حاجز اقامه ناشطون موالون لروسيا في قرية بيلباسيفكا على مسافة بضعة كيلو مترات غرب مدينة سلافيانسك التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا بشكل تام. ولم تعرف هوية المهاجم. وكانت حكومة كييف الانتقالية وعدت بوقف العمليات العسكرية للقضاء على المتمردين حتى نهاية عيد الفصح الاثنين. من جهته، قال الناشط الموالي لروسيا فلاديمير لفرانس برس: إن «أربع سيارات وصلت إلى قرب حاجزنا قرابة الساعة الأولى فجرًا. أردنا السيطرة عليها فتم إطلاق النار علينا بأسلحة رشاشة»، مؤكدًا أنه كان في مكان الحادث لحظة وقوعه. وأضاف فلاديمير إن «المهاجمين كانوا نحو عشرين. وصلت سريعًا تعزيزات إلى حاجزنا وفر المهاجمون. لا أعلم ما إذا كان قتل أحد منهم. إذا حصل ذلك فقد حملوه معهم»، لافتًا إلى ثلاثة قتلى وأربعة جرحى في صفوف الناشطين الموالين لموسكو. وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن غضبها الشديد حيال الحادث، وحثت كييف على الالتزام بشروط الاتفاق الدولي الذي وقع أخيرًا في جنيف وخفض تصعيد الوضع. غضب روسي ونقلت وكالات الأنباء الروسية بيانًا للوزارة قالت فيه: إن «الجانب الروسي يشعر بالغضب الشديد من هذا الاستفزاز الذي يقوم به المقاتلون». وأضافت إن «الجانب الروسي يؤكد ضرورة أن تفي أوكرانيا بدقة بالالتزامات التي قطعتها لخفض تصعيد الوضع في جنوب شرق أوكرانيا». أعلن قائد ميليشيا «الدفاع الذاتي» في مدينة سلوفيانتسك التابعة لمنطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا فرض حظر ليلي للتجول على خلفية الهجوم الذي تعرض له أحد حواجزها فجر أمس الأحد طبقًا لما ذكره موقع «أنباء موسكو» الإخباري على الإنترنتوحمّلت موسكو مسؤولية مقتل من وصفتهم ب«المدنيين الأبرياء» لما يسمى الحزب اليميني المتشدد الذي قاد الاحتجاجات التي ادت إلى الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي للكرملين فيكتور يانوكوفيتش في فبراير الماضي. وقالت: إن السكان المحليين عثروا على سيارات المهاجمين وكانت تحتوي على اسلحة وخرائط بالاقمار الاصطناعية وبطاقات لأعضاء «القطاع الأيمن» (برافي سكتور). وأعلن قائد ميليشيا «الدفاع الذاتي» في مدينة سلوفيانتسك التابعة لمنطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا فرض حظر ليلي للتجول على خلفية الهجوم الذي تعرض له أحد حواجزها فجر أمس الأحد طبقًا لما ذكره موقع «أنباء موسكو» الإخباري على الإنترنت. وقال فياتشيسلاف بونوماريوف «المحافظ الشعبي» الذي عينه المحتجون من أنصار الفيدرالية في مدينة سلافيانتسك: إن «حظر التجوال سيفرض من الساعة الثانية عشرة ليلًا حتى السادسة صباحًا». وطالب رئيس بلدية مدينة سلافيانسك، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإرسال قوات لحفظ السلام إلى هذه المدينة التي شهدت مواجهة مسلحة أسفرت عن أربعة قتلى. وقال فياتشيسلاف بونوماريف في مؤتمر صحافي في سلافيانسك أمس موجهًا نداء إلى بوتين: «نطلب منكم أن تبحثوا في أسرع وقت إمكان إرسال قوات لحفظ السلام للدفاع عن السكان ضد الفاشيين». وأكد بونوماريف أن السكان المحليين مهددون من جانب مجموعة «برافي سكتور» الأوكرانية القومية. إلا أن متحدثًا باسم الحزب في كييف نفى تلك التهم ووصفها بأنها «دعاية إعلامية» و«أكاذيب». وصرح المتحدث ارتيوم سكوروبادسكي لوكالة فرانس برس «هذا استفزاز صريح من الكرملين». واعتبرت نائبة رئيس مجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا فيكتوريا سيومار أن موسكو تقف وراء العنف لمحاولة تصوير كييف على أنها فقدت السيطرة على المناطق الشرقية. وقالت على صفحتها على فيسبوك: إنه حتى عطلة عيد الفصح «لم تكف الدعاية الروسية عن شن حرب اعلامية». تفقد الشرق الأوكراني من جانبه أعلن وزير الداخلية الأوكراني ارسين افاكوف أنه زار شرق البلاد، حيث تفقد قوات الحرس الوطني التي انتشرت في هذه المنطقة الناطقة بالروسية ردًا على تمرد الانفصاليين. ويهدد عدم تنفيذ اتفاق جنيف بتعميق الأزمة بين الشرق والغرب. ففي حين يرفض الموالون للكرملين تسليم أسلحتهم، تضغط واشنطن على موسكو لاقناعهم بالالتزام بالاتفاق الدولي الذي تم التوصل إليه في جنيف الخميس، والذي يدعو إلى تسليم أسلحتهم ومغادرة المباني العامة التي يحتلونها. وهدد الرئيس الامريكي باراك اوباما بفرض مزيد من العقوبات على موسكو إذا لم تخفف التصعيد. كما أنه يستعد لإرسال قوات برية إلى بولندا المجاورة لأوكرانيا، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست. ويحتشد آلاف الجنود الروس على الحدود الشرقية مع أوكرانيا. وتخشى دول حلف الأطلسي أن يكون ذلك استعداد لغزو تلك المنطقة. ووسط التوترات التي تذكر بالحرب الباردة أرسلت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تراقب تنفيذ اتفاق جنيف فريقًا متخصصًا إلى أوكرانيا أمس. ودعا وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير أمس جميع الأطراف إلى الالتزام باتفاق جنيف محذرًا في مقابلة مع صحيفة بيلد ام تسونتاغ من أنه «لن تكون هناك فرص أخرى عديدة للسلام». ياتسينيوك ينتقد بوتين وفي تصريحات لتلفزيون امريكي أمس انتقد رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تتهمه كييف وواشطن بأنه وراء التمرد في أوكرانيا، معتبرًا أنه «يحلم باستعادة الاتحاد السوفياتي». ودان ياتسينيوك في المقابلة مع شبكة ان بي سي من يوزعون منشورات تطالب اليهود بتسجيل أنفسهم لدى سلطات كييف في لوائح مخصصة لهم، وذلك تحت طائلة تعرضهم للترحيل ومصادرة ممتلكاتهم. ووصفهم بأنهم «أوغاد» تجب محاكمتهم.