كييف، أ ف ب، رويترز - صعّدت موسكو تهديداتها لكييف، وحذرت من أن استخدام القوة لقمع المحتجين شرق أوكرانيا «جريمة خطرة ستكون لها عواقب». ونشّط الجيش الروسي تدريباته العسكرية على الحدود رداً على «تحركات أوكرانيا ضد الروس» التي حصدت 5 قتلى على الأقل في صفوف الانفصاليين الموالين لروسيا في سلافيانسك. وأكد الرئيس الأوكراني الموقت أولكسندر تورتشينوف، أن بلاده لن تتراجع أمام «تهديد الإرهاب»، مطالباً موسكو ب «وقف التدخل في الشؤون الداخلية لأوكرانيا، وسحب قواتها من الحدود»، فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن «كييف يجب أن تتخذ الخطوات الأولى لتسوية النزاع». واعتبر الرئيس فلاديمير بوتين ان «عملية كييف ليست لحظة توتر حاد، بل عملية قمعية ضد شعب أوكرانيا ستؤثر على الأشخاص الذين يقفون خلفها، وعلى العلاقات بين البلدين». وزاد: «أثبتت أحداث شرق أوكرانيا صحة موقفنا في القرم، ولو انتظرنا لشهدنا وضعاً أسوأ فيها». وشدد لافروف على أن الشرط الرئيسي لتسوية أزمة أوكرانيا هو وقف الخطوات غير الشرعية والعودة إلى اتفاق 21 شباط (فبراير) وإعلان جنيف الأسبوع الماضي، خصوصاً أن الأحداث الأخيرة في مدينتي سلافيانسك وماريوبل أكدت أن سياسة كييف غير مسؤولة وتعتمد على قوى متطرفة». واتهم الوزير الروسي الغرب بغض النظر عن انتهاكات كييف، مستدركاً: «كأنه لم يستخلص العبر من الحرب الباردة، ومن حقيقة فشل الجهود المبذولة لإقامة نظام موحد للأمن والاستقرار في أوروبا». ويعتبر لافروف أن فرصة فريدة لتجاوز انشقاق أوروبا في شكل حقيقي ضاعت بعد رفض اقتراحات موسكو الخاصة بإقامة شراكة حقيقية وتعزيز مبدأ وحدة الأمن في منطقة أوروبا والمحيط الأطلسي. تزامن ذلك مع تنشيط التحركات العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا، إذ أعلن وزير الدفاع سيرغي شويغو بدء مناورات «بمشاركة كتائب من الوحدات الخاصة، رداً على العملية العسكرية التي أطلقتها كييف شرق أوكرانيا». وأوضح أن القوات «تتدرب على تنفيذ عمليات انتشار خاطفة لإنجاز المهمات المنوطة بها، وسيواكبها سلاح الجو بطلعات قرب حدود الدولة»، لافتاً إلى أن الأوضاع المرتبطة باستخدام القوة جنوب شرقي أوكرانيا تثير القلق، وواضح أن القوى غير متكافئة، إذ أعطي الأمر باستخدام السلاح ضد سكان مدنيين». وأشار شويغو إلى تحرك أكثر من 11 ألف جندي أوكراني بدعم من لواء الدبابات 17 ولواء المشاة الآلي 24، اللذين نقلا من غرب أوكرانيا، محذراً من أن عدم إيقاف هذه الآلة العسكرية سيؤدي إلى سقوط قتلى وجرحى كثيرين»، علماً بأن عدد الانفصاليين لا يتجاوز ألفين.