في إطار التحضيرات لعقد مؤتمر بروكسيل في 5 نيسان (أبريل) المقبل لدعم الدول التي تستضيف النازحين السوريين، جال المفوض الأوروبي لشؤون التوسع والسياسة الأوروبية للجوار جوهانس هان على عدد من المسؤولين اللبنانيين، في وقت أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري خلال ترؤسه مجلس الوزراء أمس، انه سيتوجه «مع وزراء التربية والشؤون الاجتماعية وشؤون النازحين الى مؤتمر بروكسيل لعرض خطة لبنان لمواجهة أعباء النزوح السوري وطلب الدعم الدولي لها، ونحن ذاهبون بتصور موحد لكيفية التعاطي مع هذه الأزمة». واذ لفت الحريري الى ان «ثلث قاطني لبنان من النازحين السوريين»، تحدث عن «خطة للنهوض بالبنى التحتية والخدمات العامة أعددناها لتفيد اللبنانيين والنازحين على حد سواء وتزيد النمو الاقتصادي وتوجد فرص عمل خصوصاً للشباب». ولفت الى ان لبنان «وفى بالتزماته تجاه أزمة النزوح السوري منذ مؤتمر لندن في العام الماضي وعلى المجتمع الدولي الان ان يتحمل مع لبنان مسؤولية النهوض بالبنى التحتية والخدمات العامة والاقتصاد اللبناني». لقاءات هان واستهل هان لقاءاته مع رئيس الجمهورية ميشال عون في حضور سفيرة الاتحاد الأوروبي كريستينا لاسن، ونقل لعون «تقدير دول الاتحاد الأوروبي للرعاية التي قدمها لبنان للنازحين»، مشدداً على «أهمية العمل لمساعدتهم للعودة إلى بلادهم في أسرع وقت ممكن بعد توافر حل سياسي دائم». واعتبر أن «انتخاب عون رئيساً أحدث تجدداً في الحياة السياسية وفي المؤسسات الدستورية ما يمكن الاتحاد من تفعيل مساعداته للبنان في مختلف المجالات». وأعلن عون أن «لبنان سيشارك في مؤتمر بروكسيل بوفد يرأسه رئيس الحكومة سعد الحريري ويضم في عضويته عدداً من الوزراء لعرض ورقة العمل اللبنانية التي تتضمن النقاط التي يطالب لبنان بتبنّيها، لا سيما في ما خص معالجة ملف النازحين السوريين الذين يدعو لبنان إلى مساعدتهم للعودة إلى بلادهم وليس البقاء في أراضيه». وأكد «تأييد لبنان الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية على نحو يبقي سورية موحدة»، مشيراً إلى أن «لبنان الذي قدّم كل أنواع الرعاية والدعم للنازحين، لا يزال يواجه التداعيات السلبية لهذا النزوح على واقعه الاقتصادي والأمني، ما يفرض على المجتمع الدولي ولا سيما الدول الأوروبية مساعدته ليتمكن من تجاوز هذا الواقع». وبحث هان مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في العلاقات اللبنانية- الأوروبية والمشاريع التي يمولها الاتحاد في لبنان، وقضية النازحين. ثم زار هان الحريري في حضور المستشارين نديم الملا ومازن حنا، وأكد بعد اللقاء أن «الاتحاد بادر إلى دعم لبنان منذ بداية الأزمة، وقدم له ما يزيد على بليون يورو، وسيستمر في هذه السياسة». وأوضح أن مهمته في لبنان «التحضير مع شركائنا لمؤتمر بروكسيل لنواصل قدماً جهودنا المشتركة، وإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، ومساعدة الدول المتأثرة بهذه الأزمة من لبنان إلى الأردن وتركيا». واعتبر أن «من المهم باعتبار أن هذه الدول مجاورة للاتحاد الأوروبي، أن نهتم بجيراننا ونستثمر فيهم، وكان ذلك طلباً واضحاً من الرئيس الحريري». وشدد على أن «علينا أن ننظر إلى كل الفرص التي تمكننا من توفير مساعدة أكبر للدولة اللبنانية، لجهة الاستثمارات الأجنبية ودراسة الاحتمالات والفرص الممكنة في المستقبل تجارياً أو في الاستثمار والتدريبات التقنية وإعداد القوى العاملة التي تتمتع بالمهارات للوصول الى استقرار في المنطقة». وأكد «أننا بحثنا إمكان التقدم بقروض مانحة من الاتحاد الأوروبي بفوائد مخفوضة، أقل من 2 في المئة، مقارنة بالفائدة العادية والتي تتراوح بين 7 و8 في المئة، وهذا عامل إضافي لتعزيز الاقتصاد». وأوضح هان أنه سيجول على «القطاع الصحي والأمني، وسنطلع على مجال معالجة النفايات، ففي النمسا لدينا خطط ومعامل خاصة للمعالجة داخل المدن، تشكل مصدر طاقة للكهرباء في فيينا ومناطق أخرى، من دون تلوث الهواء». وكشف «أننا نحاول إقناع الناس في لبنان حول كيفية الاستفادة من التقنيات الحديثة المتوافرة في أماكن أخرى من العالم، ويمكن أن نستثمر فيها لمصلحتهم». وعما إذا بحث مع المسؤولين في برامج إعادة توطين النازحين، أجاب: «الأسبوع المقبل سنجلس سوية لبحث هذه المسائل». وبحث هان مع وزير التربية مروان حمادة تداعيات النزوح السوري على الوضع التربوي.. الى ذلك، اعلن رسمياً أمس، أن «الرئيس عون عيّن الوزير السابق الياس بو صعب مستشاراً للتعاون الدولي». وأوضح المكتب الاعلامي في بعبدا أن التعيين «بهدف التواصل مع الدول والهيئات والمنظمات والصناديق الدولية التي تتولى مساعدة لبنان والمساهمة في مشاريع اقتصادية وإنمائية متنوعة».