نفت الحكومة العراقية أمس نيتها تعديل الاتفاق الأمني مع الولاياتالمتحدة أثناء جلسة مجلس الأمن، التي ستعقد في 15 كانون الأول (ديسمبر) الجاري في نيويورك، فيما أكدت الخارجية العراقية أن العراق سيطرح قضية إخراجه من الفصل السابع بعدما أصبح يملك الإمكانات المطلوبة لذلك. ونفى علي الموسوي، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء المكلف نوري المالكي، أن تطرح الحكومة العراقية أية تعديلات على الاتفاق الأمني أثناء الاجتماع لكنه لم يستبعد أن يتم طرح قضية إخراج العراق من الفصل السابع. وقال الموسوي ل «الحياة» إن «خروج العراق من الفصل السابع بات مطلباً عاماً ليتمكن من التصرف بثرواته بحرية، فضلاً عن أن خروج العراق من هذا الفصل سيمنحه استقلالية أكبر في إدارة واستثمار ثرواته». وكان العراق ألحق، بمقتضيات الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة في اثر غزوه الكويت العام 1990 باعتباره شكل خطراً على الأمن والسلم الدوليين، لكنه لم يغادر هذا الفصل منذ ذلك التاريخ. فيما تقف قضية التعويضات مع الكويت وبعض الدول في مقدمة الأسباب التي تمنع إخراجه من طائلة العقوبات الدولية. وقال الموسوي إن «وجود العراق تحت الفصل السابع لم يعد مبرراً بعدما قطع شوطاً كبيراً في الحياة السياسية وبات على أبواب تشكيل حكومته الجديدة، فضلاً عن إمكاناته الأمنية التي أثبتت تقدماً كبيراً منذ بدء الانسحاب الأميركي من المدن وحتى اليوم». وعلى الصعيد ذاته أكد مصدر مطلع في وزارة الخارجية العراقية ل «الحياة» أن قضية إخراج العراق من الفصل السابع ستكون من أهم القضايا التي ستطرح في الاجتماع، وأن هناك بعض الدول تعهدت بدعم مطلب العراق أثناء الاجتماع. وقال المصدر إن «العراق يسعى لاستثمار الدعم الدولي للخروج بقرار ينهي وضع العراق تحت الفصل السابع ويعترف باستقلاليته في شكل كامل». وتترأس الولاياتالمتحدة جلسة مجلس الأمن التي ستعقد منتصف الشهر الجاري، حيث ستبحث الجلسة الأوضاع في العراق وأفغانستان بحسب ما أكدته سوزان رايس ممثلة الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن. وكان العراق طرح قضية خروجه من الفصل السابع مرات عدة أثناء الاجتماعات السابقة لمجلس الأمن، وعلى رغم دعم هذا المطلب من قبل مجموعة من الدول العربية والأجنبية لكن مجلس الأمن والمنظمة الدولية وجدا أن الوقت الذي طرح فيه الموضوع لم يكن مناسباً، وأن الأمر يستوجب الانتظار مدة أطول لحين إحراز العراق تقدماً أكبر في المجالين السياسي والأمني. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طلب من وزير الخارجية الألماني فيستر فيله الذي زار العراق أمس «دعم العراق في الخروج من البند السابع من ميثاق الأممالمتحدة، لأن لا مبرر من بقائه». وترى الولاياتالمتحدة أن نجاح العملية السياسية في العراق تعد المفتاح الرئيس لمعالجة باقي القضايا والملفات العالقة.