طوت القمة التي عقدت بين الرئيس محمود عباس (أبومازن) والرئيس عبدالفتاح السيسي في القاهرة أمس، صفحة الخلافات بينهما، وكانت مناسبة لتنسيق المواقف من القضية الفلسطينية قبل القمة العربية التي ستعقد في الأردن في 29 الجاري، وقبل لقاء الرئيس دونالد ترامب مع كل من الزعيمين المصري والفلسطيني في واشنطن الشهر المقبل. وأطلع عباس، خلال اللقاء، السيسي على مجمل الاتصالات الفلسطينية الأخيرة مع الإدارة الأميركية، مشيراً إلى أنه أكد للأميركيين التزام الجانب الفلسطيني «التوصل إلى حل شامل مع إسرائيل». وقال السيسي أن القضية الفلسطينية «ستكون محل تباحث مع ترامب خلال لقائهما، داعياً الإدارة الأميركية إلى «الاضطلاع بدورها المحوري في رعاية عملية السلام بما يؤدي إلى استئناف المفاوضات من أجل إنهاء الصراع وإقامة الدولة الفلسطينية». وقالت مصادر فلسطينية لوكالة «سما» الفلسطينية أن لقاء عباس - السيسي كان بمثابة طي لصفحة الخلافات بين القاهرة ورام الله، وأن الرئيسين اتفقا على فتح قناة اتصال مباشرة بين الجانبين وتنسيق المواقف قبل زيارة الرئيسين لواشنطن. وحضر اللقاء وفد فلسطيني ضم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، ورئيس كتلة «فتح» البرلمانية، عضو لجنتها المركزية عزام الأحمد، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج. وكان عباس وصل إلى مطار القاهرة أول من أمس حيث كان في استقباله وزير الخارجية سامح شكري، والتقى أمس في قصر الاتحادية الرئيس المصري الذي أكد له موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية، وأنها على قمة أولويات السياسة المصرية الخارجية باعتبارها القضية العربية المحورية، مشيراً إلى عمق العلاقات التي تجمع الشعبين المصري والفلسطيني. ونوه السيسي بسعي بلاده الدائم إلى إيجاد حل عادل وسلام دائم وشامل يؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، مؤكداً «وحدة الموقف العربي الذي يستند إلى مبادرة السلام العربية، كعنصر رئيس في التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية». وأشاد الرئيس الفلسطيني ب «الجهود المصرية الساعية إلى التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، فضلاً عن تحركات مصر على الصعد المختلفة لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية»، مشيراً إلى «حرصه المستمر على التشاور والتنسيق مع السيسي، خصوصاً في هذا التوقيت، وقبيل عقد القمة العربية التي تلتئم الأسبوع المقبل في الأردن». وأعرب عن أمله بأن تخرج القمة ب «قرارات تدعم وحدة الصف العربي وتساهم في توفير حلول عملية للمشاكل التي تعاني منها المنطقة العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية». وأشار الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف إلى أن الرئيسين استعرضا خلال اللقاء، الذي حضره من الجانب المصري وزير الخارجية ورئيس الاستخبارات خالد فوزي، «مجمل الأوضاع في المنطقة، وأكد الجانبان أهمية دعم الجهود التي تبذل للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة، بما يساهم في عودة الأمن والاستقرار لكل الدول العربية». وكان عباس استقبل في مقر إقامته في قصر الضيافة في القاهرة مساء أول من أمس، وزير الخارجية المصري وأطلعه على مستجدات القضية الفلسطينية والجهود المبذولة على الصعيد الدولي لإحياء العملية السياسية بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وأكد شكري عقب اللقاء أهمية استمرار الترابط المصري - الفلسطيني في المرحلة المقبلة بالقيادة الحكيمة للرئيس عباس التي تعمل لمصلحة الشعب الفلسطيني وكل القضايا العربية، مؤكداً أن التنسيق بين الجانبين «متواصل، وهذا يجعلنا دائماً نطمئن لهذا المستوى من التواصل على مستوى القيادتين في البلدين». وأشار إلى أن مصر تعمل على دعم القضية الفلسطينية بكل جهد مستطاع من أجل قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية.