بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة أمس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحريك عملية السلام، لكنه كرر دعوته إلى الإسراع في المصالحة بين الفصائل الفلسطينية بما يساهم في بناء الدولة الفلسطينية المستقلة، فيما شارك أبو مازن أمس في الاجتماع غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، ل «تبني موقف عربي موحد يتم عرضه على مؤتمر باريس المقرر له الشهر المقبل». وكان السيسي عقد جلسة مباحثات في قصر الاتحادية الرئاسي أمس مع عباس، حضرها من الجانب المصري سامح شكري وزير الخارجية، ورئيس الاستخبارات خالد فوزي، ومن الجانب الفلسطيني أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، ووزير الخارجية رياض المالكي. وأكد السيسي خلال اللقاء أن القضية الفلسطينية «ستظل تحتل الأولوية في أجندة السياسة الخارجية المصرية»، منوهاً بدعم مصر للمبادرات والجهود الدولية، ومن بينها الجهود الفرنسية، الرامية إلى تسوية القضية الفلسطينية وإيجاد حل عادل وسلام دائم وشامل يؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، بما يساهم في توفير واقع أفضل ومستقبل أكثر أمناً واستقراراً لكل دول المنطقة وشعوبها. ونقل بيان رئاسي مصري تثمين عباس الجهود المصرية للتوصل إلى تسوية سلمية للقضية الفلسطينية، حقناً للدماء، ورحب بمواقف القيادة السياسية المصرية، وما تبذله من جهود من أجل تحقيق السلام العادل وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية، معرباً عن تقديره لدور مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية وما يتميز به من ثبات واستمرارية عبر عقود طويلة. وأوضح البيان المصري أن الرئيسين «تبادلا وجهات النظر إزاء الجهود الدولية المبذولة في الآونة الأخيرة والتي تهدف الى تسوية القضية الفلسطينية، وفي مقدمها الجهود الفرنسية، واجتماع مجموعة الدعم الدولي الذي ستستضيفه باريس في 3 من الشهر المقبل بمشاركة 26 دولة من بينها مصر، والسعودية، والأردن، والمغرب، حيث أكد الجانبان أن المؤتمر سيتيح الفرصة لتبادل وجهات النظر وتحديد الخطوات المستقبلية التي يُمكن اتخاذها». وتطرق اللقاء إلى المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، حيث أكد أبو مازن «أهمية دور مصر المحوري في تحقيق المصالحة الفلسطينية، من أجل حماية وحدة الأرض والشعب والقرار الفلسطيني»، فيما أكد السيسي أن مصر «تولي اهتماماً بتحقيق المصالحة الفلسطينية وترتيب البيت الفلسطيني»، مشدداً على أهمية تحقيق وحدة الصف الفلسطيني والتكاتف الوطني «بما يساهم في تحقيق آمال الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة وضمان مستقبل أفضل لأجياله القادمة». وشارك أبو مازن أمس في الاجتماع غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، وأوضح وزير الخارجية رياض المالكي، أن أبو مازن «أطلع وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم برئاسة البحرين، على الأفكار الفرنسية لتبني موقف عربي موحد قبيل عقد اجتماع مجموعة الدعم الدولية في الثالث من الشهر المقبل في باريس، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإخراج العملية السياسية من الجمود الحالي». الى ذلك، أكد الرئيس المصري، على هامش لقائه في القاهرة أمس رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة موينز ليكيتوفت، اهتمام بلاده ب «إصلاح منظومة الأممالمتحدة والعمل الدولي مُتعدد الأطراف، وتطلعها الى تعزيز التعاون مع المنظمة والعمل على تطوير دورها لتتجاوب بصورة أكثر فعالية مع التحديات العالمية»، مؤكداً حرص مصر على مواصلة دورها الفاعل في حفظ السلم والأمن الدوليين. وتطرق اللقاء الذي حضره وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى أوضاع حقوق الإنسان في مصر، حيث اعتبر السيسي أن تحقيق النمو والتقدم الاقتصادي «يدعم بلا شك جهود الارتقاء بحقوق الإنسان، بخاصة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية مثل الحق في التعليم والعمل والرعاية الصحية إلى جانب الحقوق السياسية والحريات التي يتعين تنميتها وازدهارها». وأشار بيان رئاسي مصري إلى أن ليكيتوفت «ثمن الخطوات التي قامت بها الحكومة المصرية على صعيد التحول الديموقراطي»، لكنه أعرب عن «تطلعه لمواصلة هذه الجهود وتعزيز قيم حقوق الإنسان»، حيث أكد السيسي حرص بلاده «على إعلاء قيم حقوق الإنسان». وأبدى رئيس الجمعية العامة تفهمه لحجم التحديات الكبيرة التي تواجهها مصر على الصعيدين الإقليمي والداخلي، داعياً إلى مواصلة دعمها ومساعدتها بما يُمكّنها من التغلب على تلك التحديات.