نددت السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة نيكي هايلي بتقرير اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة «إسكوا» الذي وصف الأعمال الإسرائيلية بأنها فصل عنصري، ودعت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى سحبه. وخلص التقرير إلى أن «إسرائيل أسست نظام أبارتايد يهيمن على الشعب الفلسطيني بأكمله»، علما أنها المرة الأولى التي توجه فيها هيئة تابعة للأمم المتحدة هذا الاتهام. وأعربت هايلي الأربعاء عن «غضب» بلادها حيال تقرير «إسكوا»، مشيرة إلى أنه يعبر عن «دعاية مناهضة لإسرائيل»، وأنه «لا يشكل مفاجأة لأنه يأتي من هيئة تكاد تقتصر على أعضاء ممن لا يعترفون بإسرائيل»، ولأن من أعده هو «ريتشارد فالك الذي طالما أعلن مواقف منحازة ومعادية للغاية لإسرائيل، وتبنى نظريات مؤامرة سخيفة، بما فيها عن هجمات أيلول (سبتمبر)». ودعت هايلي الأمانة العامة للأمم المتحدة إلى «سحب التقرير برمته»، مشيدة بموقف الأمين العام للأمم المتحدة الذي تبرأ من التقرير. وأكدت أن الولاياتالمتحدة «تقف إلى جانب حليفتنا إسرائيل، وستواصل الاعتراض على الأعمال المنحازة ضدها في الأممالمتحدة وحول العالم». وقال الناطق باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك للصحافيين في نيويورك، إن التقرير نشر دون أي تشاور مسبق مع أمانة الأممالمتحدة، مضيفاً: «التقرير بشكله الحالي لا يعكس وجهات نظر الأمين العام»، ويشير إلى أنه يعكس وجهات نظر من كتبوه. وكان السفير الإسرائيلي في الأممالمتحدة داني دانون قال في بيان إن «محاولة دمغ إسرائيل زوراً بالفصل العنصري هي كذب صارخ ومدان». واعتبر أن التقرير لا يشكل مفاجأة لأنه جاء من هيئة على رأسها «من دعا إلى مقاطعة إسرائيل، وقارن نظامنا الديموقراطي بأسوأ الأنظمة في القرن العشرين». ودعا غوتيريش إلى النأي بالنفس عن هذا التقرير المنحاز والمخادع». وشبه ناطق باسم وزارة الخارجية التقرير بمنشور دعائي نازي معاد بشدة للسامية. من جانبها، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية أمس، إن تقرير «إسكوا» يدق ناقوس خطر حقيقي و «يجب أن يقود إلى صحوة في المجتمع الإسرائيلي للضغط على حكومته لوقف احتلالها واستيطانها وممارساتها العنصرية قبل أن يغرق المجتمع نفسه في نظام الفصل العنصري». وانتقدت «اتخاذ بعض الأطراف مواقف سلبية من التقرير ونعته بصفات عديدة والتهديد بسحبه أو إخفائه ومهاجمته لن يخفي حقيقة ما جاء فيه، وحقيقة ما تقوم به إسرائيل ضد شعبنا من جرائم ترتقي لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وفقاً لمفاهيم وقواعد القانون الدولي العام والقانون الدولي الإنساني». ونظمت دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية أمس، جولة ميدانية لعشرات الديبلوماسيين في عدد من القرى الفلسطينية في منطقة تحيط بها العديد من المستوطنات. وقال رئيس الدائرة صائب عريقات للمشاركين: «المشكلة ليست في التقرير، لكن المشكلة في الحكومة الإسرائيلية وممارساتها وفي المستوطنات التي تدمر كل شيء. هذه هي الحقيقة». وشاهد عشرات الديبلوماسيين المستوطنات، إضافة إلى جرافة كانت تقوم بأعمال تجريف في أراضي السكان الذين قالوا إنها تعمل لصالح مستوطنة مجاورة بهدف تسوية الأرض لإقامة وحدات استيطانية عليها. مجلس حقوق الإنسان وفي سياق الحملة الأميركية على المنظمات التابعة للأمم المتحدة حماية لإسرائيل، اكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن بلاده لن تشارك في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلا في حال إدخال «إصلاحات ملموسة» عليه. ولم يحدد تيلرسون في رسالة بعث بها إلى 8 منظمات غير حكومية أول من أمس، وحصلت وكالة «أسوشييتد برس» على نسخة منها، أي إطار زمني لهذه الإصلاحات، وإن أكد أن الولاياتالمتحدة ستواصل المشاركة في الاجتماعات الحالية التي يعقدها المجلس في جنيف.