«الأحلام» ليست كلمة بالنسبة إلى سلطان، ولن تكون مجرد حلم يراه حينما يغمض عينيه، ولكنها ستتحقق فعلاً عندما يشعر الإنسان بوجودها فعلاً. بهذه الطريقة يكتب سلطان الحميدي (8 أعوام) عبر حسابه في موقع «انستغرام» قائلاً: «أحلم بأن ينعم الأطفال في كل المجتمعات بالحب والسلام، وخصوصاً أطفال متلازمة داون، الذين يتميزون بخفة الدم ورقة الإحساس العاطفي». يرسل سلطان الكثير من رسائل الحب في حسابه لأصدقائه والمتابعين ولكل محبيه، ويعبّر بصدق عن تفاصيل يومياته في المدرسة والشارع والسيارة، والكثير من الفعاليات التي يدعى لزيارتها ويشارك فيها. يقول في إحداها: «كنت سعيداً بنجاحي في الترم الدراسي الذي فات، وحصلت على هدية تفوّق من مدارس الندائية للرعاية النهارية لأكمل خطواتي في التعليم والتأهيل التي أدرس فيها وحيث كانت أولى خطوات تعليمي في جمعية دسكا وأشكر كل من دعمني، وأتعلم ولم أشعر بحزن فيها، بل بالعكس كنت سعيداً مع زملائي وزميلاتي ومعلماتي، وأحاول دوماً أن أضفي جواً رائعاً من الضحك والمتعة». الصداقة بالنسبة إلى سلطان شيء ثمين جداً، فمن دونها لا يصبح سعيداً، فهو يحمل لأصدقائه في المدرسة مشاعر كبيرة بداخله، ووجودهم مكمل لفرحه، كما يعبّر بصورته معهم بأن الصداقة جميلة ويقول لهم «تالا ورنا وريما وليان وعمر، جميعاً أحبكم». في اليوم العالمي لمتلازمة دوان يحب سلطان المشاركة وتقديم الكثير من إبداعاته، ودائماً يلقبونه «البطل سلطان»، فالبطولة بالنسبة إليه شيء كبير ويحب أن يصف بها، يقول: «الأبطال كثيرون، ولكني بطل مميز أعرف أكتب وألون وأرسم وأركب الأشياء وأصعد في سفينة لأرى البحر كم هو كبير جداً، أنا بطل لأني أعرف كيف أصبح بطلاً، عندما أكبر وأصبح جندياً أدافع عن وطني الحبيب». «الضحك» من الأشياء التي يتميز بها سلطان، فهو يوزع ضحكاته للجميع حوله، ولا يبخل في نشر ابتسامته أيضاً لهم، ويقبل بسعادة حتى الذين لا يعرفهم، لأن له قلباً كبيراً كما يقول: «أنا طيب جداً وأحب الطيبين والناس، وأتمنى أن يصبح جميع الناس مبسوطين، وعندما أضحك أو أبتسم لهم هنا أشعر بأن قلوبهم تتحرك وتشعر بالسعادة، وأنا هنا نجحت في جذبهم ومنحهم الفرح في قلوبهم». ويضيف قائلاً: «كنت سعيداً عندما شاركت بركن للدفاع المدني وارتديت لبسهم، وفعلاً شعرت بأني هنا مسؤول عمّن يواجهون الحريق ويجب علي إنقاذهم، وبصراحة أنا سعيد بكل الأشياء الجميلة التي عملت وشاركت فيها، وأسرتي دعمتني لأصبح مع المجتمع، شكراً أمي وأبي وأشقائي ومعلماتي وأصدقائي وكل متابعيَّ والذين يحرصون دوماً على إسعادي وإسعاد الأطفال في كل مكان».