استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في قمة ظهر خلالها جلياً التباين بينهما حول ملف الهجرة، لكن مواقفهما تقاطعت في قضية التبادل التجاري بين البلدين الحدوديين المتراميين. وعلى رغم انهما تجنبا تبادل الانتقاد في شكل علني، اظهر المسؤولان هذا التباين في مؤتمر صحافي أمس (الإثنين)، جاء متناقضاً مع ذلك الذي عقده ترودو والرئيس السابق باراك اوباما قبل عام. وقال المسؤول الكندي ان «آخر امر يتوقعه مني الكنديون ان آتي لاعطاء دروس لبلد اخر»، مشدداً على ان بلاده عازمة على مواصلة سياسة «الانفتاح» على اللاجئين وان تكون «مثالاً ايجابياً للعالم». واذ ذكر بان كندا استقبلت حوالى 40 الف لاجئ سوري في العام الماضي، اعتبر ترودو وهو ثالث مسؤول اجنبي يستقبله الرئيس الاميركي الجديد ان هذا النهج ينسجم تماما مع نيته عدم تقديم اي تنازل على الصعيد الامني. في المقابل، حرص الرئيس الاميركي الذي عطل القضاء مرسومه التنفيذي حول الهجرة في حين انه واظب على توجيه اصابع الاتهام الى اللاجئين السوريين تحت شعار مكافحة الارهاب، على الدفاع مجدداً عن مقاربته. وقال «لا يمكننا ان ندع الأشخاص السيئين يدخلون (...) ان مواطني بلادنا يريدون ذلك». على صعيد التبادل الحر، سعى ترامب إلى طمأنة كندا في موضوع التفاوض مجدداً حول اتفاق التبادل الحر في أميركا الشمالية (نافتا)، مؤكداً أن المكسيك هي مصدر قلقه الرئيس. وقال: «تربطنا علاقات تجارية استثنائية مع كندا»، مع اشارته الى ضرورة القيام ب«تصحيحات» بسيطة. واضاف ان الوضع مع كندا «أقل خطورة بكثير مما يحصل على الحدود الجنوبية»، لافتاً الى عمليات تبادل «ظالمة جداً» مع المكسيك. وتربط بين الولاياتالمتحدةوكندا اللتين تتقاسمان اطول حدود في العالم علاقات اقتصادية وثيقة. ف 75 في المئة من الصادرات الكندية وجهتها الولاياتالمتحدةوكندا هي اول وجهة لصادرات ثلاثين ولاية اميركية. من جانبه، شدد ترودو على ضرورة الحفاظ على حرية انتقال السلع والافراد بين البلدين لان «ملايين الوظائف» هي رهن بهذا الامر على جانبي الحدود. وكان ترودو وصل عصرا الى البيت الابيض وقدم لترامب صورة بالاسود والابيض تظهره مع والده بيار ايليوت ترودو في نيويورك العام 1981. وقال الرئيس الاميركي في مستهل طاولة مستديرة ركزت على موضوع دور النساء في الشركات «أنا سعيد جداً بان اكون هنا اليوم مع رئيس الوزراء ترودو الذي كانت اعرف والده (بيار ايليوت ترودو رئيس الوزراء الكندي الاسبق) واكن له احتراما كبيراً». وحضرت ايفانكا ترامب ابنة الرئيس الاميركي الاجتماع وجلست الى يسار المسؤول الكندي وقبالة والدها بحضور سيدات اعمال من البلدين. واثار دخول ترامب البيت الابيض تساؤلات كثيرة حول انعدام حدود واضحة بين اعماله واعمال ابنته ومنصبه العام. ولا يمكن لترامب وترودو أن يكونا أكثر اختلافا، انطلاقا من طريقة وصولهما إلى السلطة مروراً بخطهما السياسي وليس انتهاء بأسلوبهما. ووصل ترودو الذي كان والده رئيس وزراء يحظى بشعبية، إلى الحكم عبر وعوده بتوفير «حكومة إيجابية وجيدة» للكنديين وتعزيز صورة البلاد في الخارج. أما قطب العقارات ترامب فدخل البيت الأبيض عبر فوز صادم في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) على هيلاري كلينتون بعدما رسم لوحة قاتمة عن وضع البلد ووعد بأن تكون «أميركا أولاً».