أكد رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف أنه سيوجه في الأيام المقبلة دعوات رسمية إلى عقد لقاءات وزارية سورية - تركية - بلغارية للبحث في التعاون بين الدول الثلاث في مجالات الطاقة والغاز والنقل. وقال ل «الحياة» ان بلاده «ستكون بوابة سورية إلى أوروبا عبر الأراضي التركية». وكان بوريسوف يتحدث بعد لقائه الرئيس بشار الأسد في صوفيا بعد ظهر أول من امس. وأفادت «الوكالة السورية للأنباء» (سانا) ان الأسد أكد خلال اللقاء «أهمية مضاعفة الجهود لزيادة الربط بين مصالح البلدين من خلال تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً في مجال النقل والطاقة، وضرورة استثمار الموقع الجغرافي المهم لكل من سورية في منطقة الشرق الأوسط وبلغاريا في منطقة البلقان والبحر الأسود، في إقامة مشاريع إقليمية استراتيجية تساهم في تنمية دول المنطقتين وازدهارها وتخدم مصالح شعوبها، خصوصاً ان تركيا هي البلد الوحيد الذي يفصل بين سورية وبلغاريا وهي جار صديق ومهم جداً لسورية وجار يتمتع بعلاقات جيدة مع بلغاريا». وأوضح بوريسوف في حديثه إلى «الحياة» ان العلاقات السورية - البلغارية «جيدة الآن بعدما مرت في مرحلة من الجمود، ونحن سعداء بإعادة علاقاتنا التقليدية، ولأن كثيراً من الشركات البلغارية تعمل وتستثمر في سورية وتشارك في بناء مراكز تسوق ومترو ومحطات نقل، كما اتسعت مبادلاتنا التجارية، إضافة إلى حل مشكلة الديون بين البلدين». وأُنجز منذ زيارة بوريسوف دمشق في نيسان (أبريل) الماضي عدد من الخطوات الملموسة لإعادة الدفء في العلاقات. كذلك سُوِّيت مشكلة الديون البالغة قيمتها نحو 71 مليون دولار تعود إلى بضعة عقود. وقال: «أمامنا إرث عميق وماض ناصع ومستقبل واعد للعلاقات بين البلدين»، لافتاً إلى ان بلاده تقع على «نقطة تقاطع» في مجالات الطاقة والغاز و «يمكننا من استخدام الأراضي التركية لنقل الطاقة والغاز، وهذا أمر استراتيجي، إضافة إلى إقامة طرق سريعة وسكك الحديد وتسهيل التنقل عبر الحدود ونقل البضائع عبر موانئنا المشتركة أو نهر الدانوب». وقال: «ببساطة بلغاريا يمكن ان تكون بوابة سورية إلى أوروبا عبر تركيا». وتابع: «سأزور تركيا في الأسبوع المقبل مع ثلاثة وزراء لتوقيع اتفاق لربط الغاز بين بلغاريا وتركيا، وسنكون قادرين على نقل الغاز عبر الأراضي التركية من أذربيجان والعالم العربي»، لافتاً إلى ان «صداقتنا التقليدية مع سورية والعالم العربي تعود الآن، فأنا سأزور لبنان ومصر والأردن في كانون الأول (ديسمبر)، بعدما زرت الكويت وقطر وسورية. وأعتبر ان إحياء علاقات الصداقة مع العالم العربي يرمي إلى تطوير العلاقات التجارية والسياحية والثقافية». وكانت الحكومة العراقية أعلنت عن رغبة في تأسيس تعاون استراتيجي وفني واقتصادي في مجال تصدير النفط الخام والغاز عبر الأراضي السورية، من خلال مد أنبوبين لتصدير النفط، أحدهما بطاقة 1.25 مليون برميل يومياً والآخر بطاقة 1.5 مليون برميل يومياً، إلى جانب خط للغاز يربط الشبكتين العراقية والسورية للإفادة المحلية والتصدير. ووقعت سورية اتفاقاً مع أذربيجان لاستيراد نحو بليون متر مكعب سنوياً عبر تركيا. وقال رئيس الوزراء البلغاري إنه بحث مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في التعاون في مجالي الغاز والطاقة. وقال: «سيكون شرفاً لنا ان نستضيف لقاء ثلاثياً سورياً - تركياً - بلغارياً. وآمل في ان تصبح الفكرة واقعاً خلال بضعة اشهر، ذلك أنني سأرسل خلال بضعة أيام دعوة إلى لقاء ثلاثي» بين المعنيين من البلدان الثلاثة. وقال إنه «يؤيد بقوة» رؤية سورية لربط البحار الخمسة (المتوسط، الأحمر، قزوين، الأسود والخليج العربي) على اعتبار ان بلاده تطل على البحر الأسود. وقال: «نبني البنية التحتية التركية - البلغارية. وخلال ثلاث سنوات، ستكون لدينا طرق سريعة في كل الاتجاهات» باتجاه العالم العربي وأوروبا. وتسعى بلغاريا إلى بناء محطة ثانية لإنتاج الكهرباء بهدف التصدير إلى أوروبا والدول المجاورة، كما تسعى إلى تنويع مصادر الاعتماد على الغاز، وهما الأمران اللذان سيكونان ضمن المحادثات مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في صوفيا في 13 الجاري. وقال رجال أعمال سوريون إنهم أثاروا مع نظرائهم مسألة استيراد الطاقة، على اعتبار ان القطاع الخاص يستطيع الآن الاستثمار في قطاع الطاقة.