حثّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري، رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت على "الالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية" الموقع مع المتمردين في كانون الثاني (يناير) الماضي. جاء ذلك في مكالمة هاتفية أجراها كيري مع سلفاكير، يوم السبت، وفق بيان صادر عن مكتب المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأميركية، جنيفر بساكي. وأعرب الوزير الأميركي عن "قلقه الكبير من أحداث العنف التي جرت مؤخراً، والتعمد الواضح في استهداف المدنيين من قبل المجموعات المسلحة على جانبي الصراع". وشدد كيري على ضرورة "الالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائية"، لافتاً إلى أن "حكومة الولاياتالمتحدة طالبت القوات المناهضة للحكومة (في جنوب السودان) بالمثل". ولقي عدد كبير من المدنيين حتفهم في بانتيو في 15 نيسان (أبريل) الجاري، بعد دخول ميليشيات تابعة لقوات المتمردين، التي يتزعمها نائب رئيس جنوب السودان المقال ريك مشار، والسيطرة عليها وطرد القوات الحكومية منها. وشهدت مدينة بور بعد يومين، أعمال عنف في تجمع لبعثة الأممالمتحدة يأوي المئات من المدنيين؛ ما أسفر عن مقتل 4 مدنيين. ورحب كيري "بقرار حكومة جنوب السودان إطلاق سراح 4 من المسؤولين السياسيين رفيعي المستوى الذين اعتقلوا في كانون الأول (ديسمبر)". وأفرجت محكمة في جنوب السودان الجمعة، عن 4 من قيادات الحزب الحاكم، كانت تجري محاكمتهم في جوبا، بتهمة الضلوع في محاولة "انقلاب"، جرت أواخر العام الماضي. وأوقف وزير العدل في حكومة جوبا، فولينو وانويلا، الخميس الماضي، إجراءات محاكمة المتهمين الأربعة، كما أسقط تهماً موجهة إلى 7 آخرين من قيادات الحزب الحاكم، متهمين بالمشاركة في محاولة الانقلاب ذاتها. وكان قد أطلق سراحهم في وقت سابق، وأبعدوا إلى كينيا، بوساطة من الرئيس الكيني، أوهورو كينياتا. إلا أن وانولا، أكد أن إسقاط التهم لا يشمل زعيم المتمردين ريك مشار، وحاكم ولاية الوحدة السابق، تعبان دينق قاي، ووزير البيئة السابق الفريد لادو قوري، كونهم ما زالوا يحملون السلاح. وبدأت الأزمة في جنوب السودان، منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي؛ عندما اندلع قتال بين وحدات مختلفة من الحرس الرئاسي في جوبا، ثم امتد في أنحاء مختلفة من الدولة، التي انفصلت عن السودان عام 2011، بعدما اتهم سلفاكير نائبه المقال مشار بالتخطيط لانقلاب عسكري لإسقاطه، وهو ما نفاه الأخير.