وافق رئيس جنوب السودان، سيلفاكير ميارديت، على وقف لإطلاق النار فورا وبدون شروط، ووقف كافة أشكال العدائيات والانخراط في المفاوضات لتسوية الخلافات مع المتمردين الذين يتبعون نائبه السابق، رياك مشار. وأصدر سلفاكير أوامر بإطلاق سراح سياسيين تم اعتقالهم على خلفية المحاولة الانقلابية في جوبا منتصف الشهر، وتم إطلاق سراح مدير مكتب مشار، دينق أكون، ووزير التعليم العالي السابق. ورحبت دول "الإيقاد" التى تقوم بوساطة بين الجانبين، بالتزام جوبا بقرار وقف إطلاق النار، مؤكدة على عدم قبولها إسقاط النظام الحالي في جوبا عن طريق القوة، ودعت مشار والأطراف الأخرى، إلى الإعلان عن موقف مماثل، بينما أبدى مشار اعتراضه على القرار، وقال إنه يتعين إجراء مفاوضات ملائمة قبل موافقة المتمردين على إبرام هدنة مع الحكومة. وحث الرئيس الكيني أوهورو كينياتا خلال اجتماع فوق العادة لرؤساء "إيقاد"، سلفاكير ومشار، على البدء في محادثات السلام. وأضاف أن على كير ومشار اغتنام الفرصة الضئيلة والبدء في محادثات السلام. وقال: "فليكن معلوماً أننا في (إيقاد) لن نقبل عزلاً غير دستوري لحكومة منتخبة". من جانبه، قال مشار "إن فريق المفاوضين الخاص بنا جاهز، لكن أي وقف لإطلاق نار لا بد أن يكون جادا، ويتسم بالمصداقية ويخضع لرقابة ملائمة". وشهدت عاصمة جنوب السودان جوبا، وتحديداً مكتب الرئيس سلفاكير، أول من أمس، تحركات مكوكية لمبعوثين من بعض الدول ومسؤولين أميين وقيادات جنوبية غير منتسبة للحركة الشعبية، صبت كلها في اتجاه التهدئة وتعزيز الحل السلمي، والتقى سلفاكير في اجتماعات منفصلة، المبعوث الأميركي الخاص للسودان وجنوب السودان دونالد بوث، ورئيس الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي، لام أكول أجاوين، ونائب وزير الخارجية المصري حمدي لوزا، ووفدين بريطاني ونرويجي. وبحثت كل هذه اللقاءت كيفية دعم الحل عبر الحوار ووقف الحرب وتقديم المساعدات اللازمة. فى هذه الأثناء، وصلت طلائع التعزيزات لقوات حفظ السلام الدولية أول من أمس إلى جنوب السودان، ووصلت كتيبة من 72 شرطيا من الجنسية البنجلاديشية، آتين من جمهورية الكونجو الديموقراطية بعد ثلاثة أيام من قرار مجلس الأمن الدولي السماح بإرسال 6000 عنصر إضافي من قوات حفظ السلام الدولية ووسائل جوية كتعزيزات لقوات الأممالمتحدة في جنوب السودان. وأوضح المتحدث باسم قوات حفظ السلام، كيران دواير، أن هؤلاء الشرطيين سيؤدون دورا أساسيا للحفاظ على السلام والأمن في قواعد الأممالمتحدة في جنوب السودان، حيث لجأ 63 ألف شخص منذ اندلاع المعارك. من جانبه، أعلن المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير، سيطرة القوات الحكومية على مدينة ملكال حاضرة ولاية أعالي النيل بنسبة 100%، بعد اشتباكات عنيفة انهزمت فيها القوات الموالية لمشار. على الصعيد الإنساني، وصف وزير الإعلام بحكومة جنوب السودان مايكل ماكوي، الأوضاع الحالية ببلاده "بالكارثة الإنسانية"، التي تستدعي تقديم المجتمع الدولي المساعدات العاجلة إلى المحتاجين والمتضررين في البلاد.