الحديث عن «العالمية» قضية بلا قضية ومسألة أُقحمت في مسار «جماهيري» فاحتلت مساحة من النزاع أكبر من إطارها الطبيعي. أقول في الهلال أو في النصر أو في أي ناد ... متى ما كان التفكير في الآخر أكثر من الشأن الداخلي فهذا معناه أن ذلك هو نقطة البداية نحو مسار الإخفاق والسير باتجاهه ما لم يتم وضع نقطة انطلاق جديدة تبدأ من الذات. من حق النصراويين الاحتفال ب «العالمية» فهذا حق من حقوقهم وشأن من شؤونهم، وهم ليسوا مسؤولين عن إخفاقات الآخرين ولا يعنيهم البتة المشاعر «المرهفة» لمن أخفقوا في بلوغ العالمية، وليختر النصراويون الوقت الذي يريدونه فهي «عالميتهم» ولهم حق التعامل معها بالطريقة التي تناسبهم، لكن على النصراويين أن يفرقوا بين الاحتفال ب «العالمية» كمنجز يحاولون من خلاله تعزيز التفوق «الأصفر» في ذهنية المشجع واللاعب والمنتمي للكيان «الأصفر»، وبين استخدامه كأداة «تهكمية» تجاه «الآخر»، والكيفية التي يتعامل معها النصراويون مع هذا «الاحتفال» هي التي ستحدد «الفائدة» التي سيحققونها منه أو «السلبية» التي سيكتسبونها من خلاله. في الطرف «الأزرق» المقابل، فالهلاليون تحدثوا عن «العالمية» بإسهاب يقارع الحديث عن الخروج «المر» من دوري أبطال آسيا وفي ذلك استنساخ لتجارب وأخطاء «تاريخية» وقعت فيها أندية أخرى من بينها النصر فكانت النتيجة «إخفاقات متكررة». «متعصبو» الهلال قادوه بهذا الاتجاه، وأقصد التفكير في «الآخر» بما يفوق التفكير في الحال «الذاتية»، وإذا لم يقم «عقلاؤهم» بتعديل هذا السلوك باتجاه آخر أكثر منطقية فإن «الإخفاق» سيكون مصيرهم وبشكل متكرر، أما إذا نجح «العقلاء» في أن تكون لهم الكلمة العليا في قضية «العالمية» فإن الهلال سيواصل «إنجازاته» وسيصل إلى مبتغاه. وهنا فعلى «الهلاليين» الاهتمام ب «الأزرق» أكثر من الاهتمام ب «الاحتفالات الصفراء». بالإمكان مثلاً تحويل التفكير في الآخر في أي ناد من آلية «سلبية» وأداة ل «المماحكة والمناكفة» إلى آلية «إيجابية»، فمتى ما تقبل المنتمون إلى «المعسكر الأزرق» مثلاً فكرة التساؤل عن كيفية وصول النصر والاتحاد إلى تحقيق «العالمية» ولم يكن لديهم مانع في الاستفادة من «عوامل النجاح والتفوق» من دون أي حساسية حينها فقط سيحققون النجاح، حتى وإن لم يستفيدوا من الأسلوب الاتحادي والنصراوي ووصلوا بطريقة وبأسلوب خاص بهم، لأن ما أقصده هو أنهم حينها سيكونون قد نجحوا في التفكير ب «حرية» ستساعدهم على «التحليق». الأمر ذاته ينطبق على النصر والاتحاد، فإذا لم يتخلص منتسبوهم من الحساسية في الاستفادة من أسباب وعوامل التفوق «الأزرق» على صعيد البطولات المحلية فلن يحققوا نجاحاً مماثلاً. [email protected]