تنتشر في أروقة الجنادرية أجنحة المناطق والجهات الحكومية وكعادتها تكون مناطق المملكة كافة حاضرة في المهرجان لعرض تراثها الشعبي وحرفها اليدوية وأكلاتها الشعبية اللذيذة وتراثها الأصيل الذي يعبر عن عادات وتقاليد كل منطقة، وكذلك العديد من المؤسسات الحكومية ستكون حاضرة في مهرجان الجنادرية من خلال أجنحة خاصة لعرض الصور والمجسمات والمقتنيات وتقديم ندوات هادفة، وعروض شيقة، ومسابقات وهدايا وجوائز قيمة، وأجنحة أخرى للمؤسسات والشركات تشارك في المهرجان الوطني لتصافح الزوار وتقدم العديد من الخدمات المجانية المميزة والمنتجات القيمة بأسعار مخفضة لمساعدة الزوار أثناء تجولهم في ساحة المهرجان ومنها تقديم فرص وظيفية، وعرض إنجازات الشركة وما وصلت إليه من تقدم وتطور. ويفتقد جمهور المهرجان إلى أوبريت الجنادرية الذي كانت بدايته في الدورة الخامسة للمهرجان عام 1409ه الموافق 1988، وشارك فيه العديد من الشعراء والملحنين والفنانين من السعودية. ويعد أوبريت الجنادرية من أهم الأعمال الفنية والثقافية التي تصدر عن الجنادرية لما يحتوي من شعر وفنون شعرية وشعبية وتراثية. ويشارك في إعداده وإخراجه وتقديمه عدد من الشعراء المشهورين والمطربين السعوديين والعرب، وعدد كبار من ممارسي الفنون الشعبية والرقصات التراثية. ويعتبر الأوبريت وجبة فنية سنوية تحكي جميع الفنون بدءاً من الشعر مروراً بالألحان والأداء المسرحي والرقصات التي تمثل جميع مناطق المملكة، وانتهاء بالغناء الذي يشدو به عمالقة الغناء السعودي في منظر جميل، يختلط فيه خبرة الكبار بحيوية الشاب. وأصبح أوبريت الجنادرية حالاً فنية فريدة، إذ قدم على خشبته فنانون سعوديون قلائد وطنية تضمنت ألوان الفلكلور وجسدوا الأغنية السعودية الأصيلة، حتى أصبحت أغنياتهم علامات وطنية بارزة، يتذكرها الناس في المناسبات وتطرب لها الأسماع في كل مرة، يضاف لذلك أسماء الأوبريتات التي تؤرخ لمراحل الفن السعودية وتوثق مشهداً من التطور والتبلور الفني للأغنية واللحن والمفردة الفنية المحلية، لكن ومنذ 2011 ونتيجة الظروف الأمنية والسياسية التي تعصف بالمنطقة ومآسي شعوب عربية وإسلامية مجاورة توقف أوبريت الجنادرية، وتجدد إعلان التوقف هذا العام تقديراً للمرابطين على الحد الجنوبي من المملكة. بينما تستمر فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة في المجالات المتعددة، ومنها «سباق الهجن الكبير»، وهو أحد أهم عناصر مهرجان الجنادرية، ومنه انطلقت فكرة المهرجان بالتوسع منه إلى سواه من الفعاليات، و«العرضة السعودية» التي تعبر عن وحدة الوطن واتحاد الشعب والقيادة وتمثل تجسيداً لعزة الأمة وقوتها وتماسكها.