أسفرت غارات يشتبه في أن التحالف الدولي نفذها، عن تدمير عدد من الجسور شمال الرقة وانقطاع المياه عن المدينة وهي معقل تنظيم «داعش»، وسط اتصالات بين الجيش الأميركي والأكراد لتحضير المرحلة الثالثة لاستكمال عزل المدينة، بالتزامن مع غارات شنتها قاذفات روسية على دير الزور المجاورة، في وقت قتل وجرح عشرات من عناصر وقياديين في تنظيم «جند الأقصى» القريب من «داعش» في غارات يُعتقد أنها أميركية، على ريف إدلب بعد توقف الاستهداف لأيام. واتفقت «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة مع فصائل مقاتلة شاركت في اجتماع آستانة الشهر الماضي، على تشكيل وفد مشترك إلى جنيف نهاية الشهر بعد تثبت وقف النار في سورية. (للمزيد) وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ب «تحطم الخط الرئيسي وانقطاع المياه عن الرقة كلها بعد قصف قام به التحالف» بقيادة أميركا، لافتاً إلى أن «الضربات الجوية التي استهدفت المدينة أدت إلى تدمير الخط الرئيسي المزود بالمياه». وذكرت حملة «الرقة تذبح بصمت» أن الغارات التي وقعت ليلاً استهدفت عدداً من الجسور شمال الرقة بينها جسر الرقة القديم. وقال ناشط معارض: «إن خط الأنابيب المحاذي للجسر القديم والوحيد الذي يزود سكان المدينة بالمياه دمر». وبدأت «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية التي يدعمها التحالف الدولي في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) حملة «غضب الفرات» لطرد «داعش» من الرقة وتمكنت من إحراز تقدم كبير في ريف الرقة الشمالي. وقال مسؤول كردي ل «الحياة» أمس، إن اتصالات تجرى مع البنتاغون لتحديد موعد بدء المرحلة الثالثة من العملية لاستكمال عزل الرقة وسط حديث عن تشكيل قوة من 20 ألف مقاتل من أهالي الرقة. وأفادت وزارة الدفاع بأن قاذفات قنابل روسية بعيدة المدى من طراز «توبوليف-22 إم3» شنت ضربات جوية على مستودعات ذخيرة يستخدمها «داعش» في محافظة دير الزور ودمرت جميع الأهداف، علماً أنها المرة الرابعة التي تحلق قاذفات روسية فوق العراقوإيران لضرب «داعش» في دير الزور. وفي شمال حلب، تقدمت فصائل «درع الفرات» التي يدعمها الجيش التركي في المناطق الفاصلة بين مدينة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» والمناطق التي حاولت القوات النظامية التقدم إليها قبل يومين. وأشار «المرصد» إلى أن «طائرات مجهولة أغارت على مواقع ومقرات جند الأقصى في الريف الشرقي لإدلب، وقتلت حوالى 12 من عناصر مجموعات إسلامية ليرتفع بذلك إلى 151 على الأقل عدد العناصر والقادة الذين قضوا في عمليات القصف من طائرات التحالف الدولي والطائرات المجهولة» منذ بداية العام. كما أفيد بتعرض مقر السفارة الروسية في دمشق لقصف من دون تسجيل إصابات. سياسياً، تتكثف اتصالات دولية وإقليمية لحل «عقدة» تمثيل المعارضة السورية في مفاوضات جنيف بعدما لوح دي ميستورا بأنه سيشكل وفد المعارضة بحسب تفويض القرار 2254، في وقت يتم إعداد جدول أعمال اجتماع آستانة بعد غد بين مسؤولين روس وأتراك وإيرانيين وربما فصائل معارضة. وقال مصدر معارض ل «الحياة» إن لقاء عقد في الخارجية التركية بمشاركة «الهيئة التفاوضة» برئاسة رياض حجاب وفصائل مسلحة في أنقرة أمس، أسفر عن الاتفاق على ضرورة وقف النار ومعالجة الخروق وسط «امتعاض من دور إيران ضامناً للاتفاق»، إضافة إلى الاتفاق على تشكيل وفد عسكري- سياسي معارض إلى جنيف وبحث هذا خلال اجتماع ل «الهيئة» بعد أيام. وكان مقرراً أن يُجري المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا محادثات مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيليرسون في واشنطن أمس، لإعداد أرضية مفاوضات جنيف.