أسفرت غارات يشتبه أن التحالف الدولي نفذها، عن انقطاع المياه عن مدينة الرقة معقل تنظيم «داعش» شرق سورية، في وقت قتل قيادي في تنظيم «جند الأقصى» القريب من «داعش» بغارة يعتقد أنها أميركية على ريف إدلب. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وناشطون في حملة «الرقة تذبح بصمت» بأنه «تحطم الخط الرئيسي وانقطعت المياه عن الرقة كلها بعد قصف قام به التحالف». وأكد «المرصد» قطع المياه عن مدينة الرقة بعد غارات نفذتها طائرات حربية «يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي» بقيادة أميركا. وأوضح مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن «أن الضربات الجوية التي استهدفت المدينة أدت إلى تدمير الخط الرئيسي المزود للمياه». وأشار إلى أن تحديد منفذ الغارات يستند إلى مكان وأنماط الطائرات والذخائر المستخدمة. وذكرت حملة «الرقة تذبح بصمت» أن الغارات التي وقعت ليلاً استهدفت عدداً من الجسور في شمال الرقة ومن ضمنها جسر الرقة القديم. وقال ناشط معارض: «إن خط الأنابيب المحاذي للجسر القديم والوحيد الذي يزود سكان مدينة الرقة بالمياه قد دمر». وأشار إلى «أن الناس اضطروا للذهاب فجراً اليوم إلى النهر للتزود بالمياه». وتقع الرقة على بعد 90 كيلومتراً إلى الجنوب من الحدود التركية، وتعد المعقل الرئيسي لتنظيم «داعش» ولا يزال يقطنها نحو 300 ألف نسمة. وتتعرض المدينة والمناطق المحيطة بها إلى غارات جوية يشنها طيران التحالف الدولي. لكن الطيران الروسي، الحليف الأبرز للنظام السوري، ينفذ ضربات جوية عليها أحياناً. وبدأت «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية التي يدعمها التحالف الدولي في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) حملة «غضب الفرات» لطرد تنظيم «داعش» من الرقة وتمكنت من إحراز تقدم كبير في ريف الرقة الشمالي. وقال «المرصد السوري» إن نشطاء في الريف الشرقي لدير الزور «أكدوا قيام قاذفتين عملاقتين لا يعلم ما إذا كانت روسية أم تابعة للتحالف الدولي، بالتحليق في سماء مدينة الميادين بالريف ذاته، حيث أكدت مصادر أنها دخلت إلى المنطقة من وراء الحدود، ومن ثم نفذت 6 غارات على مناطق في المدينة، حيث استهدفت الغارات، مبنى الأعلاف ومبنى الثانوية الصناعية ومدرسة المتنبي التي تعرضت لدمار جراء غارات استهدفتها في وقت سابق، إضافة إلى منازل ومساكن بين مبنى الأعلاف ومدرسة المتنبي، استشهد وقضى خلال هذه الضربات، 5 أشخاص لا تزال جثثهم مجهولة الهوية بسبب تشوهها. وأفادت وكالة تاس للأنباء نقلاً عن وزارة الدفاع، بأن قاذفات قنابل روسية بعيدة المدى من طراز «توبوليف-22 أم3» شنت ضربات جوية الجمعة على مستودعات ذخيرة يستخدمها تنظيم «داعش» في محافظة دير الزور ودمرت جميع الأهداف. في شمال غربي البلاد، أشار «المرصد» إلى أنه «سمع دوي انفجارات في المنطقة الواقعة بين بلدتي قميناس وسرمين في القطاع الشرقي من إدلب، حيث أكدت مصادر أن الضربات نفذتها طائرات لا يعلم هويتها حتى اللحظة، مستهدفة عناصر تنظيم جند الأقصى ومواقع لهم قضى خلالها 7 مقاتلين على الأقل من جند الأقصى، فيما أصيب آخرون بجروح حيث أن عدد الذين قضوا لا يزال مرشحاً للارتفاع لوجود جرحى بحالات خطرة ووجود مفقودين تحت أنقاض المواقع التي تعرضت للقصف». وشهدت محافظة إدلب خلال الأسابيع الأربعة الفائتة عمليات اغتيال عبر الجو طاولت عشرات القياديين والعناصر من الفصائل والمجموعات المتطرفة، في عدد من المناطق في وقت أفادت مصادر ديبلوماسية بأن الجيش الأميركي حدد قائمة بالأهداف التي يرمي إلى استهدافها وتشمل قياديين في «فتح الشام» (النصرة سابقاً) وتنظيمات متطرفة أخرى. وأوضح «المرصد» لاحقاً، أن «عمليات الاغتيال المتتالية خلال شهر من انطلاقتها في الشمال السوري، التي شملت محافظتي إدلب وحلب، عادت لتتجدد اليوم (أمس) باستهداف طائرات مجهولة مواقع ومقرات لتنظيم جند الأقصى للمنطقة الواقعة بين سرمين وقميناس بالريف الشرقي لإدلب، وقتلت ما لا يقل عن 12 من عناصر مجموعات إسلامية عاملة في إدلب، حيث لا يعلم ما إذا كان العناصر الذين قضوا هم من جند الأقصى أم من فصيل آخر، ليرتفع بذلك إلى 151 على الأقل عدد العناصر والقادة الذين قضوا في عمليات القصف من طائرات التحالف الدولي والطائرات المجهولة، منذ الأول من كانون الثاني (يناير)، كان أضخمها حين استهدفت هذه الطائرات الفوج 111 في ريف حلب الغربي، حيث استهدف التحالف الدولي مكان تواجدهم في الريف الغربي لحلب، وقتل ما لا يقل عن 49 مقاتلاً من الجنسية السورية، إضافة إلى ثمانية قياديين من جنسيات غير سورية». وتابع أنه «بين قتلى عمليات الاغتيال من الجو التي استهدف ريفي إدلب وحلب، ما لا يقل عن 24 قيادياً من جنسيات سورية وغير سورية، أبرزهم خطاب القحطاني وأبو مصعب الديري وأبو عمر التركستاني وأبو الحسن تفتناز وقيادي مغاربي آخر قضوا جميعاً في هذه الضربات المستمرة، والتي أوقعت خلال استهدافها مجموعات متطرفة في ريف إدلب الشرقي طفلين».