أشارت دراسة حديثة متخصصة إلى أن معدل انتشار الإنترنت في دول مجلس التعاون الخليجي سيسجل نحو 50 في المئة خلال السنوات الخمس المقبلة، في حين سيصل إلى 26 في المئة على مستوى العالم العربي. وكشفت الدراسة أيضاً عن التوقعات بتحقيق معدلات انتشار مماثلة في مناطق المشرق العربي وشمال أفريقيا بنحو 26 في المئة، وتحقيق كل من السودان واليمن معدل انتشار قدره 13 في المئة فقط خلال الفترة ذاتها. وكشفت الدراسة احتلال السعودية المرتبة الخامسة على مستوى العالم في استخدام الهواتف النقالة، بحسب الاتحاد الدولي للاتصالات. ووفقاً للدراسة التي أعدها الباحث المتخصص عبدالقادر الكاملي بالتعاون مع شركة «أورينت بلانيت»، توقف معدل انتشار الإنترنت بين المستخدمين على المستوى العربي عند نسبة ضئيلة بلغت 17.75 في المئة في العام 2009، وذلك على رغم بلوغه نسبة 36 في المئة في دول مجلس التعاون الخليجي وحدها. ويقتصر استخدام شبكة الإنترنت في المجتمعات العربية على أبناء الطبقتين الوسطى والعليا، الأمر الذي يسلط الضوء على أحد أهم العوامل التي تحد من انتشار الإنترنت، والمتمثلة في ارتفاع كلفة استخدام الإنترنت إلى حد يصبح الحصول عليه صعباً لشريحة واسعة من سكان العالم العربي. ومن ناحية أخرى، تعتبر كلفة استخدام الإنترنت للشخص الواحد في دول الخليج الأكثر انخفاضاً بين بقية الدول العربية، على رغم كونها لا تزال مرتفعة قياساً بكلفة الاستخدام في الدول المتقدمة. وأفادت الدراسة بأن النمو في أعداد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي وصل إلى نقطة تحول مهمة تشير إلى نهاية حقبة النمو المرتفع التي انطلقت مع بداية القرن ال21. وأشارت الدراسة إلى أن تعداد مستخدمي الإنترنت حقق معدل نمو سنوي مركب CAGR بلغ 33.74 في المئة بين عامي 2004 و2008، بينما بلغ 14.24 في المئة في العام 2009، ويتوقع أن يسجل معدلاً سنوياً قدره 10.33 في المئة فقط خلال الأعوام الخمسة المقبلة. وأظهرت الدراسة أن دول الخليج تمكّنت مجدداً من احتلال مركز الصدارة في العالم العربي، باعتبارها الأفضل أداء في مجال انتشار استخدام الهواتف النقالة للعام 2009. وتدنت المراتب التي احتلتها بعض دول المجلس الأخرى في ما يختص بانتشار استخدام الهواتف النقالة بحسب تصنيف تقرير انتشار استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بما يشمل البحرين التي تحتل المرتبة الثالثة على مستوى العالم بحسب الاتحاد الدولي للاتصالات بمعدل 199.38 في المئة، بينما يضعها التقرير في المرتبة ال37 بمعدل 124.2 في المئة، وقطر التي تحتل المرتبة السادسة على مستوى العالم بحسب الاتحاد الدولي بمعدل 175.4 في المئة، بينما يضعها التقرير في المرتبة ال11 بمعدل 151.5 في المئة، إضافة إلى عُمان التي تحتل المرتبة ال25 على مستوى العالم بحسب الاتحاد الدولي بمعدل 139.54 في المئة، بينما يضعها التقرير في المرتبة ال33 بمعدل 127.93 في المئة. ومن ناحية أخرى، تقدمت السعودية التي تحتل المرتبة السابعة على مستوى العالم بحسب الاتحاد الدولي بمعدل 174.43 في المئة مرتبتين، لتحتل المرتبة الخامسة بحسب التقرير بمعدل 167.01 في المئة شأنها في ذلك شأن الكويت التي تقدمت إلى المرتبة ال53 بمعدل 114.08 في المئة وفق تصنيف التقرير، بعد أن احتلت المرتبة ال78 على قائمة الاتحاد بمعدل 99.59 في المئة. من جهته، اعتبر المدير العام لشركة «أورينت بلانيت» نضال أبوزكي، أن هذه النتائج تعد مؤشرات إيجابية تعكس مدى التطور الملحوظ الذي تم تحقيقه على مستوى انتشار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم العربي. وبالتأكيد سيكون لهذه النتائج دور مهم في مواصلة الجهود الرامية إلى محو الأمية الرقمية، وبناء جيل شاب قادر على دعم مسيرة التحول الإلكتروني التي تشهدها منطقة الخليج على وجه الخصوص والعالم العربي بشكل عام، فضلاً عن خلق المزيد من فرص العمل على المدى البعيد لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وتؤكّد هذه الدراسة قدرة الدول العربية على الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة لتحسين مستوى الجهوزية المعلوماتية وتطوير خطط استراتيجية فعالة لاتخاذ القرارات والخطوات المناسبة لتعزيز النمو على مختلف المستويات. وأشار التقرير إلى أنه لا يمكن الحفاظ على النمو المتسارع الذي يشهده العالم العربي في عدد الاشتراكات في خدمات الهواتف الخلوية النقالة، وبشكلٍ خاص في دول مجلس التعاون الخليجي على المدى البعيد إلا في الاقتصادات النامية في هذا المجال. وأوضح أن الأسواق الرئيسية في المنطقة توشك على الوصول إلى درجة الإشباع، اذ تجاوزت على سبيل المثال كل دول الخليج إضافة إلى ليبيا والأردن عتبة المئة في المئة، بينما من المتوقع أن تلحق بها خمسة بلدان خلال السنوات الخمس المقبلة. كما كشف التقرير أن معدل النمو السنوي المركب لانتشار استخدام الهواتف النقالة في العالم العربي الذي بلغ 51.37 في المئة بين عامي 2004 و2008 انخفض إلى 24.09 في المئة العام 2009، كما أنه من المتوقع له أن يبلغ 6.26 في المئة بين عامي 2009 و2014.