نجح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في لي ذراع زعيم حزب «البيت اليهودي» الوزير نفتالي بينيت حين أقنع الحكومة الأمنية المصغرة برفض بحث طلب بينيت إدراج اقتراح قانون على اللجنة الوزارية لشؤون التشريع يقضي بضم مستوطنة معاليه أدوميم» إلى السيادة الإسرائيلية، وهو إرجاء أثار غضب المستوطنين. وبرر نتانياهو رفضه البحث في اقتراح القانون الآن بتفادي إحراج الإدارة الأميركية الجديدة بقرارات أحادية الجانب تتعلق بمواضيع إشكالية بين تل أبيب وواشنطن، في مقدمها الاستيطان وبوجوب انتظار نتائج لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن الشهر المقبل. واعتبرت الإدارات الأميركية السابقة البناء في مستوطنة «معاليه أدوميم» شرق القدسالمحتلة في الطريق إلى بيت لحم خطاً أحمر لأن توسيعها سيحول دون تطبيق حل الدولتين ومن شأنه أن يبتر الضفة الغربية عن محيط القدس وبيت لحم. واعتبر وزير البناء والإسكان يوآف غالنت للإذاعة العامة أمس أن قرار الحكومة المصغرة إرجاء ضم المستوطنة إلى السيادة الإسرائيلية «حكيم» بداعي أنه «لا يجب مفاجأة الأصدقاء»، لكنه أضاف: «واضح لنا جميعاً أن معاليه أدوميم ستكون جزءاً من إسرائيل في أي حل في المستقبل». إلى ذلك، قال غالنت إنه يبارك إعلان البيت الأبيض بأن مناقشة المراحل الأولية لنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس قد بدأت، معتبراً الأمر خطوة مهمة رغم أنها رمزية. لكن مراقبين رأوا في البيان محاولة أميركية «لتبريد» حماسة اليمين المتشدد الذي يعتقد أن نقل السفارة قد يتم في غضون أسابيع أو أشهر، وهو ما أوضحته مصادر رفيعة في الإدارة الأميركية بأن إعلان نقل السفارة لن يكون قريباً. ولم يستبعد بعض المعلقين بأن يكون حل وسط يتمثل بإبقاء السفارة الأميركية في تل أبيب على أن يقيم السفير الأميركي الجديد في القدسالمحتلة ويدير أمور السفارة منها. وكان البيت الأبيض قلل (أ ف ب) من أهمية المؤشرات في شأن احتمال نقل السفارة الأميركية الى القدس في وقت قريب، فيما عبر نتانياهو عن رغبته في «العمل في شكل وثيق مع ترامب لوضع رؤية مشتركة من أجل دفع السلام والأمن قدماً في المنطقة». وبعد أول اتصال هاتفي بين ترامب ونتانياهو، الأحد، منذ تولي ترامب مهماته رسمياً، قال البيت الأبيض في بيان إن الرجلين اتفقا على أن المفاوضات في شأن سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يجب أن تكون «مباشرة». وأوضح البيان أن ترامب شدد على انه «لا يمكن التفاوض في شأن السلام بين اسرائيل والفلسطينيين إلا في شكل مباشر، وأكد أن الولاياتالمتحدة تعمل في شكل وثيق مع إسرائيل لتحقيق تقدم باتجاه هذا الهدف». لكن بيان البيت الأبيض لم يأتِ على ذكر اقتراح ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس، وهي خطوة تشكل خرقاً للتوافق الدولي بعدم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. كما أعربت الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلقهما العميق في شأن اتخاذ هذه الخطوة. وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر «لا نزال في مراحل مبكرة جداً لنناقش هذه المسألة». وكان ترامب وعد بنقل السفارة الى القدس «بسرعة» عقب توليه منصبه ما أثار تكهنات بأن القرار يمكن أن يتخذ في وقت قريب. وجاء إعلان البيت الأبيض بعد لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع عاهل الأردن الملك عبدالله في عمان لمناقشة مسألة نقل السفارة. وقال عباس في وقت سابق إن عملية السلام قد تنهار إذا نفذ ترامب خطته. وأضاف: «تمنينا على ترامب عدم نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس لأن القدس من وجهة نظر إسرائيل مدينة موحدة وهذا غير صحيح وغير قانوني. ويعني نقل السفارة تعطيل عملية السلام. ولذلك نتمنى أن يوقف هذا وأن تبدأ المفاوضات على أساس الشرعية الدولية». وبعد ساعات على الاتصال الهاتفي، سمحت إسرائيل ببناء مئات الوحدات الاستيطانية في القدسالشرقيةالمحتلة. ومنحت بلدية القدس الضوء الأخضر النهائي لبناء 566 وحدة سكنية في ثلاثة أحياء استيطانية في الجزء الشرقي المحتل من المدينة. ونددت فرنسا الإثنين بموافقة إسرائيل على بناء مئات المساكن في القدسالشرقيةالمحتلة، وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال أن «الاستيطان يشكل تهديداً خطيراً لحل الدولتين الذي ذكرت المجموعة الدولية بتمسكها به خلال مؤتمر باريس الدولي في 15 كانون الثاني (يناير)». وأضاف ان «القرار الرقم 2334 الصادر عن مجلس الأمن في 23 كانون الأول (ديسمبر) 2016، ذكّر بعدم شرعية الاستيطان في نظر القانون الدولي وطالب بوقفه الفوري والكامل». من جهة أخرى، ذكر بيان البيت الأبيض أن ترامب ونتانياهو «اتفقا على مواصلة تبادل وجهات النظر إزاء مجموعة من المسائل الاقليمية خصوصاً منها التهديدات التي تشكلها ايران» في أول مؤشر على تشدد الإدارة الأميركية الجديدة ازاء طهران، فيما ذكر نتانياهو وفق مكتبه انه سيبحث مع ترامب في النزاع في سورية، وان «الأولوية الأولى لدولة اسرائيل هي مواجهة التهديد الذي يشكله الاتفاق النووي السيئ الذي أبرمته إيران». ودعا ترامب نتانياهو الى زيارة واشنطن الشهر المقبل.