أجمع قاطنو حي الواسط خلال حديثهم إلى «الحياة» على أن البذخ هو عنوان الحي رغم ما يفتقر إليه من بعض الخدمات الأساسية التي لا بد أن تتوافر في كل الأحياء، لا سيما أن حي الواسط من الأحياء التي تتميز بجمال زخرفة منازله. وأوضح أحد قاطني الحي عبدالله الرزقي أن الواسط يتكون من أربعة مخططات أخذت في النمو خلال الأعوام ال10 الأخيرة في شكل سريع ومستمر، إذ إن طبيعة الأرض منبسطة وتخلو من الجبال الصعبة والأودية، وروعي في تخطيطها سعة الشوارع. وبيّن أن غالبية السكان اتخذوا من الحي على مدى أعوام مقراً للسكن وارتحلوا إلى الأطراف جراء اكتظاظ المدينة بالسكان وارتفاع أسعار الإيجارات، كما وجدوا في حي الواسط فرصة للتخلص من هذه المشكلات. وأضاف: «يعتبر حي الواسط أحد أحياء الحوية التي تضم حي الجوهرة، السدرة، سلطانة، المضباع، ومثملة، ويتميز حي الواسط من حيث الموقع وطبيعة الأرض بإمكانات تفوق الأحياء الأخرى، ويلزم من يتخذ حي الواسط مقراً للسكن تخصيص مبالغ مالية بصورة شهرية لتوفير مياه الشرب وتصريف مياه الصرف الصحي، وهما عاملان يستهلكان جزءاً من الدخل الشهري للأسر». فيما يرى المواطن سلطان الشلوي أن قراءة تصميم المباني تعطي مفهوماً عن عادات السكان، مشيراً إلى أن الكرم ظهر جلياً في تصميم المباني وهي عادة حميدة يتميز بها العرب العاربة والمستعربة وصمدت عبر الأجيال وانتقلت كثقافة غير مدروسة في شكل صحيح، ووصلت إلى مستوى البذخ، إذ منحت مجالس استقبال الضيوف مساحات شاسعة تستوعب في عدد من المباني 200 شخص. وقال: «إنه يتم تخصيص جزء من المساحة لموقد النار الذي يعتمد على الحطب، وهو موجود في أكثر من 70 في المئة من المباني، ما يبرهن على الثقافة القروية التي انتشرت في حي الواسط وشكلت عاملاً اتفق عليه غالبية سكان الحي الذين يرون في إيقاد النار وتجهيز المشروبات الشعبية من القهوة والشاي، إضافة إلى وجبة العشاء أو الغداء بواسطتها وتوجيه الدعوات للولائم مصدر فخر واعتزاز. ويرى المواطن محمد الحارثي أن غياب شبكة الاتصالات عن الواسط وثق علاقته بجبل يقع إلى جوار منزله، إذ يصعد إلى قمته ليلاً ونهاراً بحثاً عن ذبذبة الاتصال بغية التواصل مع العالم الخارجي. ولفت إلى المنفذ الوحيد لسكان حي الواسط الذين يرغبون في الخروج من الحي لأداء مهام أعمالهم أو زيارة أقربائهم أو حتى إيصال مريض للمستشفى أو غيره من المتطلبات، والمتمثل في عبارة ضيقة للسيول تمر منها المركبات التي خلدت ذكراها بخدوش على طرفي العبارة الضيقة والتي لا تستوعب سوى مرور مركبة واحدة فقط، ما يؤدي إلى تكدس المركبات الأخرى، مضيفاً: «تمت مخاطبة الجهات المسؤولة منذ أعوام وما زال السكان ينتظرون التجاوب وإيجاد الحلول لمعالجة المشكلة». وأفاد سعود العتيبي بوجود طرق أخرى باستطاعة السكان العبور من خلالها، إلا أنها تعد بعيدة وتمر بأحياء أخرى، ما يدفع السكان إلى الخروج عبر بوابة العبارة، إلا أنهم في بعض الأحيان يصطدمون بالاختناقات والكثافة المرورية عندها. وقال: «إن مقر وظائف السكان يقع خارج نطاق الحي، ونتيجة لذلك يعتبر التأخير الصباحي صفة يشترك فيها الجميع دون استثناء». وتضجر عوض المنهالي من الخدمات السفلتيه، إذ إن بعض طبقاتها العلوية تآكلت بسبب السيول التي تحولها إلى مستنقعات في مواسم الأمطار، وتحولها إلى حفريات مشوهة، معتبرها العدو اللدود للمركبات التي تفككها إلى أجزاء، حتى توثقت العلاقة بين قاطني الحي ومحال تصليح المركبات.