يترقب نحو خمسة آلاف نسمة يعيشون في قمة جبل «السلاسل» في مكةالمكرمة توسعة الشريان الوحيد المؤدي إلى الجبل الذي يقطنون فيه منذ نحو «03» عاما، مؤكدين أن توسعة الطريق اليتيم المؤدي إلى الجبل وتفعيل الخدمات سوف يساهمان في إزالة معاناتهم في الصعود والهبوط من السفوح العالية. واجمع الأهالي أن الطريق إلى الجبل ضيق ما يجعل الوصول إليه صعبا خاصة بالنسبة للمسنين والمرضى. وأضاف عدد من أهالي الجبل أن السكن في ققم وسفوح الجبال يشكل المتعة والمعاناة في آن واحد فهي متعة من حيث بعدها عن الضجيج وتميزها بجو هادئ نقي بعيداً عن ضوضاء المدينة، فيما تمثل معاناة لا تنتهي من حيث ضيق الطرق ومحدوديتها للصعود لهذه الأحياء وقلة الخدمات بها. ويعد جبل «السلاسل» في مقدمة الجبال التاريخية والشهيرة بالمنطقة المركزية المجاورة للمسجد الحرام. وقد تفاقمت معاناة الاهالي جراء انقطاع الماء عنهم داعين إلى إيجاد حل جذري للمشكلة في ظل رفض اصحاب الوايتات ايصال الماء للحي بحجة انها لا تستطيع صعود الجبل الشاهق الذي يقوم فيه الحي وتارة عدم وجود خدمات صحية وعشوائية الاحياء الواقعة في هذا الجبل. واضاف سكان «الجبل» أن مسمى الجبل يشير الى معاناة ساكنية من كل النواحي حيث لا يمكن الوصول لهذا الجبل الا من طريق واحد ضيق غير نافذ، إذ تتوقف سيارات المارة فيه في أعلى الجبل ولا تجد مكانا للخروج الى منفذ آخر ، فضلا عن أن الممرات لا تتسع سوى لسيارة واحدة إما نزولا او صعودا فالطريق لا يسمح بمرور أكثر من مركبة وهنا تكمن المعاناة التي لم يجد الأهالي بدا من التغلب عليها الا بالاستغناء عن سياراتهم والاعتماد على الدراجات النارية في التنقل كوسيلة سريعة يمكن من خلالها اختراق جبل السلاسل. وقال «نور ولي» احد شباب جبل السلاسل نعمل نحن شباب الحي في خدمات التوصيل يوميا من خلال الدبابات النارية، لاسيما للعجزة من المسنين الذين لا يستطيعون التنقل في ظل غياب السيارات التي يعاني أصحابها من الوصول الى المنازل، نعمل على هذه الخدمة كجزء من واجباتنا تجاه هؤلاء العجزة وكبار السن الذين لا يستطيعون التحرك في ظل ضيق ممرات هذا الحي المكبل من كل النواحي. من جهته أوضح «سعيد فهمي» الذي يسكن جبل السلاسل منذ 25 عاما ان هذا الموقع يسكنه مجموعات من جنسيات متعددة كالأفارقة والبرماوية وغيرهم، لكن لا فواصل اجتماعية هنا فما يميز الحي أن كل الوجوه هنا مألوفة حيث لا يصل الى هذا المكان الا من يسكن هنا أو له اقارب، ومعاناتنا متعددة لكن أبرزها غياب المياه وهذا الشيء الوحيد المتعب فعلا فعلى الرغم من وجود خزان مياه ضخم بين منازلنا الا أنه يغذي أحياء المنطقة المركزية ولا نستفيد منه كثيرا حيث نعاني من انقطاع المياه، وهذا ما يدفعنا للعمل على توفير المياه من خلال الصهاريج الصغيرة ، التي يطلب أصحابها مبالغ مضاعفة لضيق الطريق واحيانا نجلب المياه على ظهور الدبابات عبر «جراكل» من اجل الشرب. اضافة الى عدم توفر مركز صحي للحالات الحرجة والامراض المزمنة كالسكر والضغط للعجزة الذين لا يستطيعون النزول والصعود عبر هذا الجبل العالق. واوضح عابد محسن احد سكان الجبل أن الوصول الى الحي يمر بطريق ضيق لا يحتمل أكثر من سيارة واحدة، وهو طريق لا ينفذ للجهة الثانية من الجبل بل يقف على القمة ويصبح الأمر أكثر ربكة حين تلتقي سيارتان في المنتصف، كما أن الحي رغم أنه يطل على الحرم المكي الشريف ونسمع لكن الوصول إلى الحرم يتطلب منا مسافة طويلة ورحلة تمر بعدة أحياء. ومع هذا فنحن نتعايش مع هذا الواقع بصورة يومية. رؤية التطوير قال أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار: قد عملنا منذ سنوات على فتح طرق للتخفيف عليهم في بعض الجبال المجاورة ولعل جبل السلاسل من ضمنها لكن هناك لجنة تدرس أوضاع هذه المواقع وتقدم رؤية تطويرية لها للوصول إلى حلول لإنهاء معاناة قاطنيها الذين لا يفضلون مغادرة منازلهم في تلك الجبال وهذا حق مشروع لهم، لكننا نعمل أيضا على إيصال كافة الخدمات البلدية لهم من سيارات نظافة بالرغم من صعوبات الموقع هناك.