تذمر أهالي الحوية من سيطرة عمالة وافدة ورجال أعمال على اثنين من المتنفسات العامة في غفلة من أمانة الطائف وبلدية الحوية تحديدا حيث استحوذ مشغلو الدبابات والخيول وألعاب أخرى على حديقة المضباع التي تعاني منذ سنوات من الإهمال الشديد ليجد الباحثون عن الكسب السريع الفرصة الكاملة أمامهم لامتلاك أرضها وسمائها اقتصاديا وذلك ما يحرم الأهالي والزوار والباحثين عن الطبيعة من حقهم في المرافق العامة. حيث حولت العمالة الوافدة المتنفسات الطبيعية إلى محافر للخيول وساحات للتفحيط اليومي للدبابات التي تثير الأتربة والغبار لتغلق نوافذ الهواء الطبيعي والضياء وساحات الفضاء، حيث تسبب ذلك في تنفير العائلات وحرمانهم من المتعة والترفيه، في حين أن جزءا من الجهة الشرقية للمشهد الرياضي التابع لمدينة الملك فهد الرياضية بالحوية والمقابل للحديقة من الجهة الأخرى تمسك به مستثمر ألعاب رياضية وترفيهية منذ الصيف الماضي وحوله إلى مستودع كبير لحفظ الشبوك والخردوات والكفرات بجانب الالعاب الترفيهية. ويبدي عبدالعزيز النفيعي أسفه وامتعاضه من قيام العمالة السائبة رغم قرب انتهاء فترة الحملة التصحيحية بتحويل مرفق حكومي عام وهو حديقة المضباع إلى منشط تجاري واقتصادي لهم على مرأى ومسمع الجهات المعنية، حيث يقومون بتأجير الدبابات والالعاب والخيول وكأن الحديقة ملك خاص لهم، بينما يفر الزائرون والأهالي منهم بعد أن حفرت الخيول أرضها وتناثرت الكثبان الرملية والغبار في سبيل ما يحققه هؤلاء من كسب سريع، مضيفا: اندهش من غفلة أمانة الطائف وخاصة بلدية الحوية، مناشد الجهات المعنية باتخاذ التدابير اللازمة لمنع هذه المخالفات وضرورة ان يستمتع الزائر بحقه الذي كفله النظام له في المرفق العام. وأشار عبدالرحمن الشمراني إلى أن من يشاهد حديقة المضباع يأسف لحالها فالاشجار دون تقليم ومستثمرو الدبابات والخيول يمتلكون سماءها وأرضها. يوافقه الرأي سالم الروقي مؤكدا أنه لم يستطع الجلوس لخمس دقائق فيها بسبب أصوات الدبابات المزعجة وأتربتها وغبارها المتواصل من بعد صلاة العصر حتى العشاء وروائح العوادم، مما اضطره للفرار منها بحثا عن متنفس آخر بعيدا عن هذا الإزعاج. فيما كشف فيصل حسين أن يد الاستثمار طالت المشهد الرياضي التابع لمدينة الملك فهد الرياضية فجزء كبير من جهته الشرقية مازال في قبضة أحد تجار المال. وطالب آخرون بضرورة أن تتحرك الأمانه لتأهيل حديقة المضباع ومنع أيدي المال المتسللة إلى مرافقها العامة التي للأهالي والزائرين حق التنزه فيها. ويوضح فارس القرني أن الحوية تضم العشرات من الأحياء التي لا يجد سكانها سوى حديقة المضباع كمتنفس وحيد لهم، ومن هذه الأحياء التي حرمت من هذا المتنفس العام حي الفيصلية وحي الامير بدر والجوهرة، الرويدف، المعترض، المضباع، الامير بندر، جوهرة الحوية. سلطانة، مخطط البقمي، مثملة، السيل الصغير، الواسط، ريحة، رحاب . المكيرش . المربع الذهبي، الوكرة، ذوي حجي وغيرها من الأحياء التي لايوجد بها حدائق ترفيهية، متسائلا: كيف تسمح الجهات المعنية بأن يتعدى بعض أصحاب رأس المال من رجال الأعمال والعمالة السائبة على حقوق سكان الحوية البالغ عددهم أكثر من ثلاثة ملايين نسمة. ولم تتلق «عكاظ» ردا من الناطق الرسمي لأمانة الطائف إسماعيل إبراهيم رغم محاولة الاتصال لأكثر من مرة.. وفي الوقت الذي تشير فيه مصادر بالأمانة أنها طورت وأعادت تأهيل 150 حديقة ودعمتها بكافة المرافق والخدمات كأعمال التشجير والشوارع المحورية، بالإضافة إلى زراعة شتلات الورود والزهور والحوليات والمتسلقات بشوارع وميادين المحافظة وتهيئة المواقع السياحية في الشفا والهدا والحوية والسيل والمطار. إهمال كبير نفذت الأمانة عددا من مشروعات الحدائق والمتنزهات كمنتزه الردف العام وحديقة فرحة وطن ومنتزه الجزيرة العربية، يجمع أهالي الحوية على أن أمانة الطائف لا تولي الحوية الاهتمام الكافي من حيث المشاريع التطويرية وتأهيل الحدائق فيها كما في داخل الطائف رغم أن الحوية هي الجزء الكبير من المحافظة وخير دليل على ذلك الإهمال الكبير الذي طال حديقة المضباع، رغم كل ما يقال عن المشاريع والتصريحات إذ تظل حبرا على ورق.