علّق فقهاء وعلماء سعوديون، على رأسهم المفتي العام للبلاد الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، على أنشطة غنائية وترفيهية، قالت الهيئة العامة للترفيه، إنها تزمع إقامتها، وأخرى مثل السينما أعلنت درسها إياه، وفق توجهات رؤية السعودية 2030، التي أقرها مجلس الوزراء السعودي العام الماضي، وكان بين برامجها الرئيسة «صناعة الترفيه». ورداً على اتصال هاتفي يسأل عن مشروعية إقامة حفلات غنائية محلياً، قال المفتي آل الشيخ عبر برنامج تلفزيوني «هذه الأمور ستعالج بحكمة، وأرجو أن يوفقوا (هيئة الترفيه) لاتباع الحق، وأن يقدموا ما ينفع الأمة، وأرجو أن تسمعوا خيراً». ونسبت وكالة «رويترز» إلى المفتي قوله: «إن الحفلات الغنائية والسينما فساد.. السينما قد تعرض أفلاماً ماجنة وخليعة وفاسدة وإلحادية، فهي تعتمد على أفلام تستورد من خارج البلاد لتغير من ثقافتنا». وكان الرئيس التنفيذي للهيئة المهندس عمرو المدني كشف النقاب عن بعض برامج «الهيئة» ل2017، ومن بينها الترخيص لحفلة غنائية للفنان محمد عبده في جدة أواخر كانون الثاني (يناير) الجاري، وأخرى ربما تنظم قريباً في العاصمة الرياض، بحسب قوله. ويعتقد أن ضغوط المحافظين هي التي أفضت بإلغاء حفلتي محمد عبده، اللتين كان من المقرّر إقامتهما على مسرح مركز الملك فهد الثقافي في الرياض، والصالة الرياضية في مدينة جدة على التوالي العام الماضي، وهي الخطوة التي دعته إلى مخاطبة جمهوره بعد حفلة أقامها في دبي، قائلاً: «إن شاء الله فننا لن يبقى في المنفى طويلاً». إلى ذلك وفي السياق نفسه، ناشد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله المطلق رئيس هيئة الترفيه النظر في ملاحظات بعض الشيوخ والأئمة في السماح بإقامة حفلات غنائية خلال الأيام المقبلة، ودرس إنشاء دور سينما بالمملكة. وقال المطلق في مداخلة مع إذاعة «نداء الإسلام» المحلية أيضاً: «إن المجتمع السعودي لا يريد السينما أو الحفلات الغنائية؛ لأن هذه الأشياء تضر ولا تنفع، ويجب درسها جيداً قبل السماح بها»، داعياً إلى عمل استطلاع رأي للمواطنين عن إقامة دور سينما، مطالباً بإنشاء مجلس ترفيهي بمشاركة كل أطياف الشعب للبحث في وسائل ترفيهية للمواطنين تكون بديلة لمن يأتون من أوروبا و«هوليوود». وكان ناشطون تداولوا في الشبكات الاجتماعية خطبة إمام الحرم المكي الشيخ صالح آل طالب بوصفها تعليقاً ضمنياً على نشاطات هيئة الترفيه، إذ قال آل طالب في خطبته الجمعة الماضي: «إن إغراق المجتمع في الفساد الخلقي بشتى أنواعه كان هدفاً مقصوداً لكل القوى المعادية للمد الإسلامي، وبمسميات مختلفة، ويصفون المجتمعات المسلمة بالتطرف والإرهاب، ويرهقونها بكل بلية بزعم محاربة التطرف، ويضخون التفسيق القسري باسم التحديث والانفتاح، وغايته سلخ المجتمع من هويته الإسلامية، وتحوله إلى غيرها، وإفراغ المسلمين من عقيدة أسلافهم، وهذا يستدعي وقفة مخلصة من عموم المسلمين وخاصتهم، للذود عن معتقداتهم وقيمهم الفاضلة».