عاود النشاط الزلزالي ظهوره ظهر أمس في حرة لونير شمال العيص بعد أن خيم الهدوء على المنطقة خلال اليومين الماضيين. ووفق مصادر مطلعة في المركز الوطني للزلازل فإن أجهزة مرصد الزلازل في منطقة المدينةالمنورة سجلت قوة الهزة الأرضية ب 3.62 بحسب مقياس ريختر، وطاولت هزات أرضية محسوسة عدداً من أحياء وقرى العيص الأخرى. وأفادت مصادر مطلعة في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية أن النشاط الزلزالي في حرة الشاقة بدأ في الانخفاض بشكل ملحوظ من حيث العدد والقوة. وبينت أن محطات الشبكة الوطنية التابعة لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية سجلت ست هزات أرضية في حدود ثلاث درجات على مقياس ريختر. وأشارت المصادر إلى أن عمق الهزات يتراوح ما بين سبعة كيلومترات إلى 8.74 كيلو متر، ولم يشعر المواطنون بها، كما لم تسجل أي آثار للرجفات البركانية القريبة من السطح. وذكرت المصادر أنه لم يتم رصد أية أبخرة بركانية، مشيرة إلى أن هيئة المساحة الجيولوجية لا تزال تراقب عن كثب المتغيرات المتعلقة بالنشاط الزلزالي في حرة الشاقة والمتمثلة في القياسات الحرارية، وتركيز مستوى غاز الرادون، والتغير في الأشكال الموجية للهزات الأرضية المسجلة. وفتح أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد خط اتصال هاتفي مباشر مع الأهالي النازحين من مناطق النشاط الزلزالي والبركاني للإبلاغ عن أي شح في الخدمات المقدمة لهم. ووجه بتشكيل لجنة تتلخص مهمتها في المتابعة الميدانية للخدمات المقدمة من الأجهزة الحكومية كافة للأهالي النازحين وتأمين كل حاجاتهم ومتطلباتهم واتخاذ جميع الإجراءات الفورية اللازمة لتحقيق ذلك. وأكد مدير إدارة الدفاع المدني في ينبع العقيد زهير بن أحمد سبية أن الوضع مطمئن جداً في العيص «التي لا تزال منطقة محظورة على رغم السماح لبعض المواطنين بأخذ مقتنياتهم الثمينة والاطمئنان على مواشيهم، ومن المتوقع أن تكون عودة الأهالي إلى منازلهم في غضون الأسبوعين القادمين». موضحاً أن جميع الأجهزة الحكومية على أهبة الاستعداد لأي ظرف طارئ. ومن جهة ثانية، كشف أحد المواطنين عن أحد الأغوار الناتجة من التشققات في حرة لونير قريب من قرية السهلة يقع بين جبلين في إحدى الحرات يوجد بينهما التشقق الكبير الذي يقع بداخله غور ضخم متوغل في العمق داخل الأرض. وتعتبر حرة لونير من أقدم الحرات في المنطقة حيث أنها امتداد للحرات الموجودة في العيص وتقع في منتصف امتداد الحرات المنتشرة من جنوب غرب العيص وحتى شمال غربها على مسافة تتجاوز ال100 كيلو متر. إلى ذلك، بدأت اللجنة المشكلة لإيواء النازحين من مناطق النشاط الزلزالي والبركاني عمليات بحث واسعة عن شقق مفروشة تؤوي النازحين. بعد اكتظاظ جميع الشقق المفروشة في ينبع بأكثر من 1200 أسرة بلغ عدد أفرادها 7627 فرداً حتى الآن. وشددت اللجنة على أن تكون الشقق ذات مواصفات عالية أسوة بالشقق التي تم تأجيرها خلال الفترة الماضية وشهدت إقبالاً كبيراً من أهالي العيص القادمين من مخيم إيواء الفقعلي قبل أن تحول أفواج النازحين الإضافية إلى المدينةالمنورة بعد أن ضاقت جنبات ينبع بهم. وأوضح مصدر مطلع في مديرية الدفاع المدني أن اللجنة المكونة لاستقبال أهالي العيص والقرى والهجر التابعة لها تعمل على مدار الساعة في استقبال وتوجيه الأهالي إلى الشقق المفروشة التي حددت خلال الاجتماع الطارئ للجنة الفرعية للدفاع المدني الذي عقد فجر أول من أمس وضم منسوبي جميع الإدارات الحكومية. وكانت ست دراجات تابعة لفريق المملكة للدراجات النارية في المدينةالمنورة زارت مخيم الإيواء في العيص في حملة للدعم المعنوي والنفسي للأهالي.