بعد أقل من أسبوع، من حادثة تسببت في مقتل خمسة عمال آسيويين دهساً، وإصابة سادس، إثر تدحرج عربتي قطار، لقي عامل آسيوي أيضاً حتفه أمس، إثر دهسه من قبل قطار كان في رحلة من الدمام إلى الرياض، ما أدى إلى تأخير الرحلة لأكثر من ساعتين. قبل ان تسمح الأجهزة الأمنية لقائد القطار بالمغادرة. فيما استمرت الرحلات الاعتيادية بين الرياضوالدمام في مواعيدها المحددة. ووقعت الحادثة عند الكيلو «435»، قبل ثمانية كيلومترات من محطة الرياض. حين تفاجأ قائد القطار بوجود شخص يتوجه بسرعة نحو الخط الحديدي، على مسافة قريبة من القطار، فقام بإطلاق «صافرة» التنبيه في شكل مستمر، بيد ان الضحية تمدد على القضبان، ما دعا قائد القطار إلى استخدام مكابح الطوارئ. إلا انه لم يستطع إيقاف العجلات، ما أدى إلى اصطدام مقدمة القطار برأس الآسيوي وقدميه، وسقوطه وسط القضبان. وساهم مرور ست عربات محملة بالركاب، في إزهاق روح المقيم مباشرة. وشهد موقع الحادثة وجوداً أمنياً، من قبل شرطة سكة الحديد، إضافة إلى الهلال الأحمر السعودي. وأشارت التحقيقات الأولية، إلى إقدام العامل على الانتحار. فيما برأت الجهات الأمنية، الخطوط الحديدية من مسؤولية الحادثة، بسبب «تجاوز العامل السياج الحديدي، وتمدده على الخط، على رغم محاولات سائق القاطرة التوقف مباشرة»، بحسب قول مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في «الخطوط الحديدية» محمد أبو زيد، الذي أوضح في تصريح ل»الحياة»، ان «المتوفى فلبيني الجنسية، في العقد الثالث من العمر». وأضاف أبو زيد، أن «الحادثة ساهمت في بقاء الركاب المسافرين على هذه الرحلة، على متن القطار لمدة ساعتين، لحين انتهاء الإجراءات الأمنية والسماح للقطار بالتحرك». وأبان أن «الجهات الأمنية تسلمت الحادثة»، مؤكداً أن المؤسسة «لا تتحمل المسؤولية على الإطلاق، كون المنطقة التي وقعت فيها الحادثة محمية بالسياج الحديدي. وهي في الأساس منطقة صناعية، ومليئة بالعمالة الأجنبية. لكن المقيم قام بتجاوز السياج الحديدي، بمحض إرادته، وتمدد على الخط الحديد، ما يرجح أنه كان ينوي الانتحار». وأشار إلى وقوع حوادث مشابهة في أوقات سابقة، «لكنها لم تتسبب في الوفاة، بسبب سيطرة قائدي القاطرات في اللحظات الأخيرة». وتأتي هذه الحادثة في وقت تواصل فيه المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، تحقيقاتها في وفاة خمسة عمال آسيويين دهساً، وإصابة سادس بإصابات بالغة، إثر تدحرج عربتين من إحدى قاطرات الصيانة، التابعة للمؤسسة، أثناء قيام قائد القطار بعمل مناورة، لعكس اتجاه القاطرة، إذ انفصلت العربتان، وتفاجأ العمال الذين كانوا يقومون بأعمال صيانة للخط الحديد، باندفاع العربتين نحوهم. وترجح التحقيقات الأولية وجود «خطأ بشري»، ناتج عن عدم قيام مشرف القطار بتأمين العربتين عند فصلهما.