اعتبر الكاتب محمد الرطيان أن تباهيه بنفاد الطبعتين الأولى والثانية، واستعداده للطبعة الثالثة من روايته «ما تبقى من أوراق محمد الوطبان» ليس من النرجسية في شيء، «إذا قلنا إن سبب هذه الجماهيرية أنني كاتب صحافي شبه يومي ولي قراء، ولكن كيف نفسر اجتماع ستة نقاد سعوديين وعرب على اختيار هذه الرواية رواية العام؟ فهل بعد ذلك المطلوب مني أن ألغي هذا الفرح خوفاً من النرجسية؟». وراهن بأن أعماله المقبلة ستضرب الأرقام القياسية، وهي مجموعة «هليل» القصصية وكذلك كتاب «فضة الكلام» وهو مكون من ثلاثة كتب، الكتاب الأول «بلدنا» والكتاب الثاني «فاكهة» والكتاب الثالث «فضة الكلام». جاء ذلك على هامش تكريم منتدى الوعد الثقافي له في مقر جمعية الثقافة والفنون في الدمام، وصاحبت التكريم قراءة قدمها الدكتور مبارك الخالدي عن رواية الرطيان «ما تبقى من أوراق محمد الوطبان». وشكر الرطيان القائمين على منتدى الوعد الثقافي على ما يقدمونه، إذ وصفه بالجهد «العظيم» وقال: «إنهم مجموعة من شباب يحملون على أكتفاهم همّ الاحتفاء بالمثقفين والنتاج السعودي، وذلك على حسابهم الخاص وعلى حسب علاقاتهم والمساحات المتاحة، فكم هو مخجل أن ترفض دعوتهم». كما أثنى على قراءة الدكتور الخالدي على ورقته التي قدمها، «كانت قراءة رائعة لأن العمل به أكثر من حيلة سردية استطاع أن يلتقطها وتعامل معها بفن، خصوصاً أن هذا النوع من الألعاب والحيل ممتع وقت الكتابة، وأظن أيضاً أنه ممتع للقارئ». وتحدث الخالدي عن الرواية، واصفاً إياها بأنها «رواية متقصية، والسرد المتقصي سواء بالرواية أو القصة القصيرة هو من يتخذ من السرد موضوعاً له، فكأنها رواية ذاتية أي نوع من أنواع السرد النرجسي؛ لأنه مهتم بنفسه ويتأملها». وأضاف: «هذا لا يمنع من أنه يطرح قضايا كثيرة مرتبطة بالواقع؛ لأن هذا النوع من النصوص ينظر للفن على أنه هو من يحاكي الواقع». واعتبر أن هذا النوع من السرد «ممتع لأن به لعبة مخادعة، بحيث يصور لك بشكله بأنه بسيط، ولكنه في الوقت نفسه يطرح قضايا كثيرة ومعقدة». بعد ذلك فتح المجال لطرح الأسئلة على الضيف من الحضور، وقبلها حرص الرطيان على التأكيد بأنه ليس بمتحدث «فأنا أجد نفسي كاتباً، ولكنني سأحاول هذه المرة أن أطور مهاراتي»، مجيباً على مجموعة من الأسئلة، فتطرق إلى مسألة إيقافه المتكرر عن الكتابة «كان أصعب هذه الإيقافات هو قرار الأخير الذي استمر قرابة الأشهر الخمسة». كما علق على منع روايته من السوق المحلية بقوله: «مع الأسف ما زالت وزارة الثقافة والإعلام تفكر بالعقلية القديمة، متناسية أننا في زمن التقنية والتكنولوجيا، التي تستطيع من خلال رسالة جوال إرسال كتاب كامل». ثم أضاف: «بل الغريب والعجيب في تعامل الوزارة مع فسح الكتب أنها تمنع الكتب من هنا، ثم تجد هذه الكتب تباع في معرض الكتاب الذي ترعاه أيضاً وزارة الثقافة والإعلام!».