كابول - أ ف ب – تعهد مجلس السلام الذي شكلته الحكومة الأفغانية في محاولة لإنهاء تمرد حركة «طالبان» المستمر منذ نهاية عام 2001، الاستماع الى «المطالب المشروعة» لقادة الحركة في حال إلقاء السلاح والانضمام الى المحادثات. وقال الناطق باسم المجلس قيوم الدين كاشاف: «نطالب المعارضة المسلحة وقادتها بتجنب العنف والانضمام الى عملية السلام. وسنستمع الى مطالبهم المشروعة ونبني الثقة مع كل الأطراف في ظل عملية سياسية منطقية للسماح للأفغان بتعزيز سيادتهم الوطنية عبر إجراءات غير عنيفة وصحية». ودعا الناطق حكومة الرئيس حميد كارزاي والجيش الغربي الذي يدعمها عبر نشر 150 ألف جندي بقيادة الولاياتالمتحدة، الى مساعدة الأفغان في إنهاء العنف من خلال المحادثات. ونقل كاشاف عن كارزاي أن «بعض زعماء طالبان أجروا محادثات مع الحكومة»، من دون أن يكشف تفاصيلها «بسبب حساسيات يمكن أن تعرض العملية للخطر». وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت عن مسؤولين في أفغانستان قولهم إن «قوات الحلف الأطلسي وفرت ممرات آمنة لعدد من قادة طالبان من أجل الخروج من مخابئهم في مناطق القبائل شمال غربي باكستان للقاء مسؤولين من الحكومة الأفغانية. ويؤيد البيت الأبيض الجهود الأفغانية لإجراء محادثات مع عناصر من «طالبان»، على رغم تصعيد الجيش الأميركي عملياته العسكرية وتزايد هجمات المتمردين التي أدت الى مقتل حوالى 600 جندي أجنبي هذه السنة. في غضون ذلك، نفى الملا عزيز أحد أعضاء اللجنة السياسية في «طالبان» والملا عبد الغني من اللجنة الإعلامية للحركة، مشاركة أي من قادتها ومسؤوليها في محادثات للمصالحة الوطنية أعلن الرئيس كارزاي أن جلساتها الأولى عقدت قرب العاصمة كابول. وأكد المسؤولان ل «الحياة» أن طالبان لا تستطيع القبول بحوار مع حكومة كارزاي، لأنها ليست خصمتنا على أرض المعركة بل القوات الأجنبية». واعتبر المسؤولان أن أي حوار جاد يجب أن يسبقه إعلان من الأممالمتحدة بإلغاء لائحة المطلوبين من قادة «طالبان»، وأن يجري الحوار في منطقة معلومة وبإشراف المنظمة الدولية، وعلى أساس سحب القوات الأجنبية من أفغانستان. وأشار الملا عبد الغني إلى أن الحركة لم تلمس تغيراً في نهج رئيس مجلس المصالحة الوطنية في أفغانستان برهان الدين رباني الذي «كان دعا القوات الأجنبية إلى أفغانستان وحضها على استئصال طالبان ومؤيديها، وقاد حملة مضادة لباكستان متهماً إياها بالوقوف خلف الحركة. كما لم يعلن كارزاي رسمياً ولا الأميركيين أن الحركة لم تعد كما يصفونها عدوة الشعب والوطن وعملاء للقوات الأجنبية». وأضاف: «كيف يستطيع رئيس جاء في انتخابات شابها التزوير أن يتحدث عن مصالحة وطنية وهو لا يملك من أمره شيئاً»؟ أما الملا عزيز فسأل: «كيف يستطيع أن يذهب أشخاص من طالبان للتفاوض سراً مع عدو يقتل إخوانهم ويتوعد بالقضاء عليهم»؟ مضيفاً أن «القوات الأميركية تستخدم أسلوب دعاية رخيصاً بعد فشلها في حملاتها العسكرية على مواقع الحركة في مناطق مختلفة». وحول الدور الباكستاني في الحوار الأفغاني، أشار الملا عبد الغني إلى أن الجيش الباكستاني يضغط بوسائل مختلفة على «طالبان» بينها الاعتقالات المتواصلة لعناصر على علاقة بالحركة ودخول الأراضي الأفغانية لمحاولة إقناع مسؤولي الحركة بالتواصل مع كابول والقبول بأنصاف الحلول، و «هو ما لا تقبل به، علماً أن الجماعات الدينية الباكستانية باتت أكثر تعبيراً عن معارضتها للحكومة والمؤسسة العسكرية، لأنها ترى إمكان إلحاق ضرر كبير بمسلمي أفغانستانوباكستان عبر المفاوضات وتكريس الهيمنة الأميركية في المنطقة». ونفى المسؤولان وجود أي خلاف بين «شبكة حقاني» وزعيم «طالبان» الملا محمد عمر، موضحين أن الشيخ جلال الدين حقاني نفسه منع قيادات سابقة في الحركة من تشكيل جناح جديد وإعلان انشقاقها عن الحركة. على صعيد آخر، نقلت شبكة «سكاي نيوز» عن مصدر وصفته بأنه «بارز» في «طالبان» قوله إن «الجندي الأميركي باوي بيرغدال (24 سنة)، الذي فُقد بعد خروجه من قاعدته في ولاية باكتيكا شرق أفغانستان في حزيران (يونيو) 2009، على قيد الحياة ومحتجز لدى القاعدة في باكستان. ونسبت «سكاي» إلى المصدر قوله إن «الجندي شوهد قبل تسعة أيام في منطقة نائية جداً في باكستان، وهو سالم وفي صحة جيدة». وأصرّ المصدر على أن خاطفي بيرغدال «ليسوا باكستانيين أو أفغاناً، بل دوليين ينتمون إلى القاعدة»، نافياً صحة تقارير أفادت بأن الجندي الأميركي اعتنق الإسلام ويتولى تدريب مسلحي الحركة على صنع قنابل». وكشف المصدر أن الجندي فر من خاطفيه لمدة عشرة أيام واختبأ في منطقة جبلية نائية، قبل أن يعثر عليه أفراد من قبيلة الكوتسي ويعيدونه إلى خاطفيه.