لندن، واشنطن، إسلام آباد - يو بي آي - كشفت صحيفة «ذي غارديان» أمس، أن الاستخبارات العسكرية الباكستانية (آي سي آي) شاركت بقوة في التحضير للهجمات التي استهدفت مدينة بومباي الهندية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008. ونقلت عن تقرير سري من 109 صفحات لاستجواب محققين هنود المشبوه الرئيسي الاميركي الباكستاني الاصل ديفيد هيدلي والذي تحتجزه الولاياتالمتحدة، معلومات تفصيلية عن هذا الدعم، والذي نفته «آي سي آي». وأوضحت الصحيفة ان هيدلي الذي اعتقلته الولاياتالمتحدة نهاية العام الماضي، عرض تفاصيل عشرات الاجتماعات التي عقدها ضباط من جهاز «آي سي آي» مع أفراد بارزين من جماعة «عسكر طيبة» المتهمة بشن هجمات بومباي التي خلّفت 166 قتيلاً. وزعم أن أحد الدوافع الرئيسية لدعم الاستخبارات الباكستانية كان مساندة منظمات متشددة ذات صلات قوية مع الدولة ومؤسساتها الأمنية التي جرى تهميشها من قبل جماعات متطرفة أخرى. وأشارت ايضاً الى أن هيدلي (اسمه الحقيقي داود غيلاني) الذي استطلع اهداف الهجمات في بومباي، نفذ مهمتين على الأقل بتمويل من «آي سي آي» الذي قدم تقارير منتظمة له، معلنة ان الجهاز أمل بأن تؤدي الهجمات إلى إبطاء أو وقف الاندماج المتزايد بين الجماعات الناشطة في اقليم كشمير، والتي حافظ على علاقة طويلة معها، وبين فصائل حركة «طالبان» في باكستان وأفغانستان معاً، والتي يعتبر «آي سي آي» انها تهدد الدولة الباكستانية. ونسبت الصحيفة إلى هيدلي قوله إنه «عقد لقاءات مع العقيد كامران والرائد إقبال والرائد سمير علي من الاستخبارات العسكرية الباكستانية، وحصل على مبلغ 25 ألف دولار من الجهاز لتمويل احدى 8 عمليات استطلاع نفذها في بومباي». في غضون ذلك، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن «الادارة الاميركية تسعى عبر استضافة قادة عسكريين ومدنيين باكستانيين في واشنطن هذا الأسبوع، الى إصلاح علاقاتها مع إسلام آباد التي تضررت اخيراًً بسبب الموقف العسكري الأميركي الصارم الجديد في المنطقة». وأشارت إلى أن واشنطن ستطرح على الطاولة ابرام اتفاق امني طويل الامد مع الباكستانيين، مع مساعدة عسكرية اكبر، علماً ان الباكستانيين سعوا دائماً الى إكمال رزمة المساعدات غير العسكرية التي تبلغ 7.5 بليون دولار على خمس سنوات، والتي أقرها الكونغرس الأميركي العام الماضي. ويشمل الاتفاق الأمني الجديد بيع معدات عسكرية الى باكستان، واطلاق برنامج يسمح لضباط الجيش الباكستاني بالالتحاق بالمدارس الحربية الأميركية، وتقديم مساعدات للقوات الباكستانية من اجل مكافحة التمرّد. وأضافت أن «الإدارة الأميركية ستناقش أيضاً كيفية توزيع الأموال للمساعدة في إعادة اعمار باكستان بعد الفيضانات التي ضربتها هذا الصيف». ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير قوله إن «مبادرات الادارة تأتي في وقت ينفد فيه صبرها»، كاشفاً انها ستحذر باكستان من ان عدم تعزيز جهودها لملاحقة المسلحين المختبئين في مناطق القبائل في اقليم شمال وزيرستان، أو عدم احباطها مؤامرة إرهابية أخرى ضد الولاياتالمتحدة من داخل اراضيها، سيصعب اقناع الكونغرس أو الشعب الأميركي بمواصلة دعمها. وذكرت إنه في وقت تبدي باكستان امتنانها للدعم الأميركي الكبير لها بعد الفيضانات، قال مسؤول باكستانيون إن «بلادهم لا تزال تشعر بالخيبة بسبب المساعدة الاقتصادية البطيئة، وعدم القدرة على الوصول إلى الأسواق الأميركية، وفقدان شعور واشنطن بمواجهة باكستان مع الهند». وستتطرق اللقاءات ايضاً إلى دور قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في محادثات المصالحة بين الرئيس الأفغاني حميد كارزاي وحركة «طالبان»، فيما يبدي المسؤولون الباكستانيون استياءهم من تركهم من دون تسوية سياسية تشمل «طالبان». وذكرت الصحيفة أن الاتفاق الأمني الجديد الذي سيطرح سيشمل 3 أجزاء، بيع معدات عسكرية لباكستان، وبرنامج يسمح لضباط الجيش الباكستاني بالدراسة في المدارس الحربية الأميركية، ومساعدة القوات الباكستانية على مكافحة التمرّد. على صعيد آخر، قتل 7 أشخاص ليل الاثنين - الثلثاء في موجة مستمرة من أعمال العنف التي تجتاح كراتشي، ما رفع الى 48 عدد القتلى الذين سقطوا في المدينة خلال الأيام الثلاثة الماضية. وأفادت قناة «جيو تي في» أن الشرطة اعتقلت حوالى 80 مسلحاً يشتبه في تورطهم بموجات القتل المنظم وإحراق السيارات وإثارة الشغب في المدينة. وكانت أعمال العنف اندلعت في المدينة خلال نهاية الأسبوع مع انطلاق العملية الانتخابية في إقليم السند لاختيار عضو في البرلمان المحلي بعد اغتيال سلفه الذي انتمى الى الحركة القومية المتحدة في آب (أغسطس) الماضي حين سقط حوالى 100 شخص في اعمال عنف تلت الاغتيال.