في تحوّل ديبلوماسي بين البلدين، هنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ب «الانتصارات التي تحققها القوات العراقية في مدينة الموصل»، مؤكداً دعم بلاده «سيادة العراق ووحدة أراضيه»، فيما بدأ نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي زيارة لإيران. وجاءت هذه التطورات في وقت كشف مصدر سياسي عراقي مطلع ل «الحياة»، أن الموقف التركي «الإيجابي» جزء من مخرجات الاتفاق الروسي - التركي في شأن سورية. وقال المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة حيدر العبادي، أنه «تلقى مساء الجمعة (أول من أمس)، اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان» الذي «هنأ بالانتصارات التي تحققها القوات العراقية في حربها ضد داعش في عمليات الموصل، معرباً عن دعم تركياالعراق وتأكيده سيادته ووحدة أراضيه، وأن تركيا تضع كل إمكاناتها مع العراق في حربه ضد هذه الفئة». وذكر أردوغان، وفق البيان العراقي، أن تركيا تتطلع إلى «نصر عراقي قريب جداً في الموصل»، وسيكون ذلك «رسالة لمن يريد استهداف العلاقات الأخوية بين البلدين»، مؤكداً «أهمية الاستمرار بمكافحة المنظمات الإرهابية في العراق وسورية عبر التكاتف والتعاون، لأن وحدة دول الجوار واستقرارها أولوية عُليا لدينا». ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن مصادر في الرئاسة التركية، أن «أردوغان والعبادي أكدا أهمية تعزيز الحوار المباشر بين أنقرةوبغداد، وأن التطورات الأخيرة في هذا الصدد تبعث على الارتياح». وأوضحت المصادر أن الجانبين لفتا إلى أن «الزيارة التي يخطط رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم للقيام بها إلى العاصمة العراقيةبغداد، خلال كانون الثاني (يناير)، تعدّ فرصة مهمة لتبادل وجهات النظر وتعزيز العلاقات الثنائية». وأرجع مصدر سياسي مطلع تحوّل الموقف التركي إلى الاتفاق المبرم بين موسكووأنقرة في شأن وقف إطلاق النار في عموم الأراضي السورية. وقال المصدر الذي فضّل عدم كشف هويته، ل «الحياة»، أن «الاتفاق الأخير سيغيّر معادلات إقليمية في المنطقة وفي شكل متسارع، تقتضي اعتماد التهدئة في المواقف والتركيز على جهود مكافحة الجماعات المتطرفة، من بينها تنظيم داعش». وتوقع المصدر القريب من قادة «التحالف الوطني»، «دوراً تركياً أكثر إيجابية، وأن أهم الملفات التي سيتم حسمها خلال الفترة القريبة المقبلة هو حل الخلاف في شأن وجود القوات التركية شمال العراق». وأعرب المصدر عن اعتقاده أن زيارة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي إيران تأتي في سياق بحث التطورات الجديدة في الصراع الدائر في المنطقة. ووصل المالكي أمس إلى طهران، في زيارة رسمية تستغرق 4 أيام لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين.