«أحمدي نجاد احتل بيروت»، «ملك بيروت»، «أحمدي نجاد على مسافة كيلومتر واحد»، «لبنان يستقبل رئيس ايران بالرز والورود»... هذه أبرز عناوين الصحف العبرية الصادرة امس وتناولت زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي لبنان وجولته في قرى الجنوب المحاذية للحدود مع إسرائيل. وجاء لافتاً امتناع أركان اسرائيل عن إطلاق تصريحات تتعلق بالزيارة، فيما أشارت وسائل الإعلام إلى أن «إسرائيل تتابع باهتمام كبير زيارة نجاد، لكن على نار هادئة» وأنها قررت الامتناع عن توجيه انتقادات «وتركت المهمة لدول عربية وجهات لبنانية داخلية». ونقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن مصادر في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو قولها إن «نجاد يتصرف في لبنان كمن يتصرف في ملك خاص له»، وأن رسالته إلى اللبنانيين تقول إنه «بفضل لبنان، فإن ايران تجلس على الحدود مع إسرائيل وتهددها، لكن الجميع يدركون أن ايران هي نبتة غريبة ومثيرة للمشاكل في المنطقة وأن حزب الله يحاول إقامة دولة داخل دولة». وأضافت أن الزيارة «تجسد اكتمال عملية تحول لبنان دولة محمية لإيران». وكان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك قال أول من أمس إن زيارة نجاد تعكس «الاعتماد المتزايد ل «حزب الله» على ايران وحقيقة أن لبنان تحول في قدر ما إلى أداة طيعة بيد آخرين». وذكرت «هآرتس» ان إسرائيل قررت متابعة الزيارة، إعلامياً وعملانياً على نار هادئة تجنباً لتسخين الوضع على الحدود، وأن جل تحركها اقتصر على نقل رسائل ديبلوماسية إلى حكومة لبنان عبر الولاياتالمتحدة وفرنسا والأمم المتحدة، لمنع استفزازات على الحدود خلال الزيارة. وتابعت أن الموقف الإسرائيلي الذي نقلته إسرائيل إلى دول الغرب يقول إن «زيارة نجاد تشكل دليلاً آخر على التطرف في الدولة التي أصبحت تدور في فلك ايران، كما أنها تؤكد أن لبنان يلتحق بمحور الدول المتطرفة المعارضة عملية السلام والمؤيدة للإرهاب». ورأى الخبير الإسرائيلي في الشؤون الايرانية في الجامعة العبرية دافيد سيان انه «لا ينبغي على إسرائيل أن تخشى الزيارة، إنما عليها أن تنبّه الرأي العام الدولي إلى انعكاساتها الخطيرة على لبنان وأن تتوجه إلى اللبنانيين لتحذيرهم من أن تعزيز العلاقة بين ايران وحزب الله ليس في مصلحتهم، خصوصاً بعد أن قررت دمشق نقل تاج حماية لبنان من يديها إلى ايران ومنحتها حصرية السيطرة على هذا البلد».