أطلقت جمعية خيرية في مدينة الدمام، جائزة للطلبة المتفوقين من أبناء السجناء والأيتام والفقراء، يقدر عددهم بنحو 300 طالب وطالبة، ينتمون إلى مئتي أسرة. وقالت رئيسة جمعية جود النسائية الخيرية منيرة السليم: «إن الجائزة ستكون عامل تحفيز للمتفوقين في مدارس التعليم العام، من أبناء أسر السجناء والأيتام والفقراء»، مشيرة إلى زيادة عددهم هذا العام، إذ «وصلوا إلى 300 طالب وطالبة حصلوا على درجات عليا بتقدير «ممتاز»، مع حسن السيرة والسلوك في المدارس». ولن يقتصر التكريم على الطلاب المتفوقين، إذ كشفت السليم عن اعتزام الجمعية «إقامة حفلة سنوية لتكريم الأمهات المتميزات، اللاتي شددن على أزر أبنائهن، ووقفن إلى جانبهم، على رغم تكالب الظروف والتحديات». وكرمت الجمعية مساء أول من أمس «15 أماً مميزات، ثابرن على تربية أبنائهن، وأصلوهم إلى التفوق العلمي والمرتبة الممتازة». وشهدت الحفلة السنوية للمتفوقين للعام 1430ه، التي استمرت نحو ساعتين، في مقر الجمعية، حضور أمهات الأطفال وأبناء الأسر وكافلات الأيتام. وكشفت نائبة رئيسة لجنة «كافل اليتيم» نوال الدوسري، التي ألقت كلمتها بالإنابة عائشة الشمراني، أن «عدد المكفولين ارتفع في العام الأخير»، مشيرة إلى الفارق في العدد منذ ولادة مشروع كافل اليتيم قبل 15 عاماً، وهي «الانطلاقة الأولى، إذ بدأنا بكفالة 50 يتيماً من أبناء أسر اللجنة الاجتماعية، إلى أن وصل العدد إلى 576 يتيماً في العام الماضي، إضافة إلى 31 يتيماً يكفلهم صندوق الأيتام، من طريق التبرعات والهبات». بدورها، ذكرت الاختصاصية الاجتماعية وضحى الحميدان، أن أسر السجناء «يتم تأهيلهم، ونحاول تأمين دخل شهري لها، عبر إلحاقها في برامج «الأسر المنتجة»، مضيفة «قضايا أزواجهن ومحكومياتهم تتفاوت، وهي تعود إلى أسباب جنائية، أو قضايا مخدرات، وديون مالية، أو تزوير. ونحن نقوم بزيارات ميدانية، لدرس الحالات وتحديد طرق تأهيلها». وأضافت «يوجد لدى الجمعية نظام على شكل لجان، فاللجنة الاجتماعية لها دورها، فيما تقوم «كافل اليتم» بعمل زيارات ميدانية للتعرف على أحوال الأمهات وأبنائهن». وتقول أنيسة الدوسري، من لجنة «كافل اليتم»: «نعرف أوضاع الأيتام من طريق المتابعة مع الأمهات، ونحاول تدريب أبنائهن، وإلحاقهم في دورات، كالحاسب الآلي. كما نحاول التنسيق مع جهات وشركات، لتوظيفهم، أو تأمين مصروف ودخل شهري، يغنيهم عن ذل السؤال والحاجة، إضافة إلى ما يتم صرفه من رواتب شهرية من وزارة الشؤون الاجتماعية، ومحاولاتنا تسديد الإيجارات وغيرها من الأمور. وكل ذلك يعود إلى طبيعة الحالة بعد دراسة بحثية نجريها لها». طلاب يتحدون «العوز» في أجواء احتفالية، طغت على مقر الجمعية، وبرزت في عيون الأطفال، وبكاء الأمهات فرحاً، التي عبرت عنها زغاريدهن، أشار عدد منهن إلى التحديات التي واجهنها والمسيرة التي تحتاج إلى «مشقة، بسبب عثرات الطريق»، على حد قولهن ل«الحياة». وأشارت أم فيصل، وهي زوجة سجين، إلى «الظروف الصعبة التي تعرضت لها فور سجن زوجي، وانقطاع الدخل الشهري، ولم أجد من يساعدني إلا جمعية «جود»، إذ تم إلحاقي في برنامج «الأسر المنتجة»، وتدربت على الخياطة والتفصيل، حتى تمكنت من إنتاج أطباق الضيافة، وكان مردودها جيداً، في حال إقامة المعارض وعرض منتجاتنا». ومن ضمن الحاضرات في الحفلة، مريم المبارك، وهي أرملة، توفي زوجها قبل نحو سبعة أعوام، وأم ل11 طفلاً، وعمر أكبر أبنائها 26 عاماً، وأصغرهم ستة أعوام. وقد حضرت إلى الجمعية للاحتفال بتكريم اثنين من أبنائها، حصلا على تقدير «ممتاز». وتقول عنهما: «عمر ابنتي تسعة أعوام، وابني 11 عاماً، وقد تمكنا من التفوق والحصول على أعلى المراتب». وعلى رغم محاولتها نسيان التحديات التي واجهتها، إلا ان ما يستوقفها «نظرة المجتمع والحاجة، والحرص على العناية بولدها، لأنه «ذكي، ولديه رغبة قوية في الدراسة، وأنا أقف مكتوفة الأيدي، لكن جمعية «جود» بذلت جهداً كبيراً، لمساعدة أبنائي على إكمال تعليمهم». وتعتبر مريم أصعب موقف تعرضت له هو «انقطاع الكهرباء عن منزلنا في شهر رمضان الماضي، لتأخرنا في السداد لمدة أربعة أيام».