هنأ موفد الأممالمتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر اليوم (الأحد) الشعب الليبي باستعادة مدينة سرت من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، داعياً الليبيين إلى البقاء «يقظين» في مواجهة الإرهاب. وأعلن رئيس حكومة «الوفاق» الليبية فايز السراج رسمياً مساء أمس تحرير مدينة سرت، معقل التنظيم المتطرف في البلاد، مؤكداً في الوقت نفسه أن الحرب على الإرهاب في ليبيا «لم تنته». وسيطر المتطرفون على سرت في حزيران (يونيو) 2015 ودافعوا عن معقلهم طوال أشهر. وقال كوبلر في مؤتمر صحافي قرب تونس أن استعادة سرت «لا تعني نهاية الإرهاب في ليبيا لكنها تشكل انتصاراً مهماً». وشدد كوبلر على ضرورة تفكيك العبوات الناسفة التي خلفها التنظيم في سرت بهدف السماح بعودة سريعة للسكان، لكنه دعا الليبيين إلى «البقاء يقظين في مواجهة الإرهاب (...) وانتهاز هذه الفرصة لتعزيز المصالحة الوطنية». وعلى الصعيد السياسي قد تساعد استعادة سرت في تعزيز موقع رئيس حكومة «الوفاق» الذي يحاول منذ نهاية آذار (مارس) بسط سلطته على كامل ليبيا. من جهة ثانية، أفادت وكالة الأنباء الجزائرية بأن المشير الليبي خليفة حفتر أجرى محادثات اليوم مع وزير الشؤون المغاربية والعربية والأفريقية عبدالقادر مساهل الذي جدد التذكير بموقف الجزائر الداعم حلاً سياسياً للأزمة الليبية. وكانت الجزائر التي تتقاسم مع ليبيا أكثر من ألف كيلومتر من الحدود، استقبلت جولات عدة من الحوار السياسي الذي أفضى إلى التوقيع على اتفاق في المغرب في كانون الأول (ديسمبر) 2015، انبثقت منه حكومة «الوفاق الوطني». وذكّر الوزير الجزائري خلال المحادثات مع المشير حفتر «بالجهود التي ما فتئت تبذلها الجزائر لتشجيع الأطراف الليبية على بلوغ اتفاق توافقي لتسوية الأزمة»، وفق وكالة الأنباء الرسمية. وكان السراج زار الجزائر في 3 تشرين الأول (أكتوبر) لطلب المساعدة في إقناع «المعرقلين» الاتفاق السياسي. وقال وزير خارجية حكومة «الوفاق» أن السلطات الليبية تعول على الجزائر ل «استعمال علاقاتها الوطيدة في بعدها الإقليمي وبعدها الدولي لتغيير وجهات النظر لبعض المعرقلين هذا الاتفاق». ففي ليبيا حالياً حكومتان، الأولى يرأسها السراج ومدعومة من المجتمع الدولي ومقرها طرابلس، والأخرى تتمركز في الشرق ولا تتمتع باعتراف المجتمع الدولي لكنها تحظى بمساندة قوات كبيرة يقودها حفتر.