يبدأ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر اليوم، زيارة عمل إلى الجزائر، حيث سيبحث «آخر التطورات للمسار السياسي في ليبيا». وأعلنت الخارجية الجزائرية، عن عزم كوبلر زيارة الجزائر اليوم وغداً، حيث يناقش مع المسؤولين الحكوميين تطورات مسار التسوية السياسية في ليبيا. وجاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، أن كوبلر، سيجري محادثات مع الوزير المكلف الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، حول التطورات الأخيرة للمسار السياسي في ليبيا، والجهود المبذولة من أجل إقرار السلم والأمن والمصالحة الوطنية في ليبيا. وعبّرت مصادر مأذون لها في وزارة الخارجية عن استعداد الجزائر لإعلان دعم جهود كوبلر رغم «الصعوبات في تحقيق تسوية سياسية»، بعد أن احتضنت جولات عدة للحوار الليبي واستقبلت عدداً كبيراً من الشخصيات الليبية لكن الحوار لم يحقق تطوراً في الميدان. ويُفترض أن يعقد كوبلر مؤتمراً صحافياً مقتضباً في مقر وزارة الخارجية، سيكون مخصصاً للسلك الديبلوماسي للمناقشة حول جهود التسوية الجارية وآفاق مسار السلام في ليبيا. وتشجع الجزائر المجلس الرئاسي الليبي على إجراء مشاورات واسعة النطاق يعتزم مباشرتها قريباً، بهدف تقديم اقتراح توافقي لمجلس النواب الشرعي في الشرق، في شأن حكومة الوفاق الوطني. وتُعتبر الخطوة بمثابة منعرج مهم لعودة السلام والأمن والاستقرار إلى ليبيا وعاملاً أساسياً في مسار المصالحة الوطنية. وكانت الجزائر من بين الدول التي احتضنت بعض محطات مسار المصالحة في ليبيا. ووقع ممثلون للبرلمان الليبي قبل شهور في الجزائر، بالأحرف الأولى مسودة اتفاق، لكن المؤتمر الوطني العام في طرابلس رفض التوقيع في انتظار مناقشة تعديلات طالب بإدخالها على الاتفاق. وأكدت بعثة الأممالمتحدة أن تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي في وثيقة وزِعت في العاصمة الجزائرية سيمنع «عودة الحكم الاستبدادي»، إذ إن الجماعات التي قاتلت نظام معمر القذافي ستكون مدعوة للانضمام «إلى قوات مسلحة وقوات أمن تتسم بالمهنية وخاضعة لسيطرة السلطة الديموقراطية أو من خلال الاندماج في الحياة المدنية». وشددت الوثيقة على أن مبعوث الأممالمتحدة يرحب باتفاقات وقف النار والمصالحات المحلية، مشجعاً كل الأطراف على اتخاذ الخطوات اللازمة بسرعة، لتنفيذ هذه الاتفاقات كاملةً. على صعيد آخر، دخلت الحملة الجوية الأميركية التي تستهدف معقل تنظيم «داعش» في سرت الليبية شهرها الثاني أول من أمس، في ظل وتيرة ثابتة من الضربات المستمرة مع إحراز القوات الموالية لحكومة الوفاق تقدماً في المدينة. وعندما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن أحدث جبهاته في الحرب على الإرهاب في 1 آب (غسطس) الماضي، قال مسؤولون إن الحملة لمساعدة القوات التي تنفذ عملية «البنيان المرصوص» في إخراج المتشددين من سرت ستكون على الأرجح سريعة، مسألة «أسابيع وليس أشهراً».